الحشد العسكري الأمريكي بالقرب من فنزويلا: مكافحة المخدرات أم ردع موجّه؟
الحشد العسكري الأمريكي بالقرب من فنزويلا يتصاعد إلى أكبر استعراض قوة أمريكي في البحر الكاريبي منذ عقود تحت مسمى مكافحة المخدرات، لكنه يُقرأ إقليمياً كأداة ضغط ردعية على حكومة نيكولاس مادورو وفقاً لتغطيات عسكرية أمريكية ودولية متقاطعة.
ويقود الانتشار مجموعة “إيو جيما” البرمائية مع أكثر من 4,500 من البحارة والمارينز، إضافة إلى مدمرات وطراد وغواصة وعناصر جوية بينها مقاتلات إف‑35بي متمركزة في بورتوريكو، ما يعكس حجماً يتجاوز الدوريات الاعتيادية بكثير في الإقليم.
التشكيل البحري
انطلقت مجموعة “إيو جيما” البرمائية في 14 أغسطس بانتشار منتظم يشمل يو إس إس إيو جيما وسان أنطونيو وفورت لودرديل، وعلى متنها أكثر من 4,500 عنصر ضمن الوحدة 22 MEU(SOC) الجاهزة للمهام السريعة.
وانضمت إلى التشكيل المدمرات جيسون دونهام وجرافيلي وستوكديل والطراد ليك إيري والسفينة الساحلية مينيابوليس–سانت بول والغواصة نيوبورت نيوز، في حضور صنّفته تقارير بأنه الأكبر منذ عقود في الكاريبي.
وتؤكد سجلات المتابعة أن ستوكديل عبرت قناة بنما والتحقت بالقوة التي تعمل تحت القيادة الجنوبية ضمن مهمة موسعة لمكافحة المخدرات.
القدرات الجوية والتموضع
نشرت قوات المارينز عشر مقاتلات إف‑35بي في بورتوريكو، وثّقتها أول صور رسمية في 1 أكتوبر، مؤكدة وصول الدفعة الأولى يوم 13 سبتمبر ضمن تموضع متدرج.
وأظهرت اللقطات تدريبات بأسلحة حية وقدرات ضرب دقيقة بعيد المدى، ما يعزز وظيفة الردع ضمن إطار المهمة المعلنة.
وتتكامل المنظومة الجوية مع التشكيل البحري لتوسيع تغطية ISR فوق الممرات البحرية الحساسة.
المهمة المعلنة
تؤطر واشنطن التحرك باعتباره تعزيزاً لعمليات مكافحة المخدرات تحت القيادة الجنوبية مع نشر آلاف البحارة والمارينز ضمن “قوة استجابة” متعددة المجالات.
وأُعلن عن ضربات بحرية استهدفت قوارب مشتبه بها قادمة من فنزويلا خلال سبتمبر وأكتوبر في المياه الدولية ضمن عمليات اعتراض موسعة.
وتذهب قراءات متخصصة إلى أن الوتيرة تضع الانتشار في خانة “استعراض قوة” يتجاوز الدوريات الاعتيادية.
رسائل ردعية لسياق فنزويلا
يمنح تموضع إف‑35بي في بورتوريكو ومجموعة برمائية كبيرة قرب السواحل الفنزويلية واشنطن خيارات مرنة تتجاوز الاعتراض البحري إلى ردع موجّه دون اجتياز عتبة حرب تقليدية.
ولُوحظ غياب علامات الوحدات على ذيول بعض الطائرات كخيار لأمن العمليات في ظل توسع مهمة مكافحة المخدرات جغرافياً وعملياً.
وتقرأ كاراكاس ذلك كإشارة ضغط قسري، فيما تؤكد واشنطن إطار مكافحة شبكات إجرامية عابرة للحدود.
تصريحات رسمية
قال الكابتن كريس فاريكر إن “إيو جيما–الوحدة 22” تمثل قوة قتالية سريعة وحاسمة في بيئة عالمية معقدة.
وقال العقيد توم “بانشي” تريمبل إن القوة “مُهيأة ومُسلحة ومُدرّبة للفوز في أي مكان وزمان”.
وأكدت القيادة إنجاز تمارين COMPTUEX وARGMEUEX مع تدريبات نيران حية واعتراض بحري واستعادة تكتيكية قبل الانتشار.
منصات خاصة وسفن داعمة
تفيد قوائم مفتوحة بوجود منصة دعم عمليات خاصة “إم في أوشن تريدر” ضمن المنظومة البحرية المنتشرة لإسناد مهام خاصة واستطلاع واتصالات بعيدة.
ويعزز وجود الغواصة نيوبورت نيوز والطراد ليك إيري مستوى الطبقات النيرانية والوعي البحري.
وتشير المتابعات إلى وتيرة مناورات ورسُوّ أعلى من المتوسط التاريخي لمسرح الكاريبي.
ردود فنزويلية ومخاطر التصعيد
ذكرت تقارير أن فنزويلا رصدت اقتراب إف‑35 حتى 75 كلم من ساحل مايكيتيا ووصفت ذلك بالاستفزاز.
وتحذر قراءات من أن أي احتكاك غير مقصود قد يفتح باب التصعيد، ما يستلزم ضبط قواعد الاشتباك وقنوات الاتصال.
الحشد العسكري والحرب
يؤسس الحشد لواقع ردعي جديد يجمع بين مكافحة المخدرات والضغط القسري عبر منصات بحرية وجوية متقدمة في محيط حساس.
وستعتمد الوجهة على دقة قواعد الاشتباك وسلامة الاتصال بالتوازي مع استمرار الاعتراض والتدريب وتثبيت التموضع.










