في تطور غير متوقع يعكس تحولات درامية في مصير أحد أكثر القادة جدلا في الشرق الأوسط، يقضي الرئيس السوري السابق بشار الأسد أيامه في شقة فاخرة في موسكو، حيث يقال إنه أدمن ألعاب الفيديو عبر الإنترنت، وفقا لما أوردته صحيفة “دي تسايت” الألمانية.
الأسد، الذي فر من دمشق في ديسمبر/كانون الأول 2024 بعد سيطرة “هيئة تحرير الشام” على العاصمة السورية، يعيش اليوم حياة شبه منعزلة في برج شاهق وسط العاصمة الروسية. وبحسب التقرير، فهو يقضي معظم وقته أمام الشاشة، محاطا بأجهزة الأمن الروسية، في شقة مترفة تتضمن حمامات رخامية وإطلالات بانورامية على معالم موسكو.
العزلة والملاذ الرقمي
مصادر مقربة من دائرته السابقة تشير إلى أن الأسد نادرا ما يغادر مقر إقامته، باستثناء زيارات متقطعة إلى مركز تجاري أسفل المبنى الذي يقيم فيه، أو إلى فيلا ريفية خارج المدينة. وتقول هذه المصادر إن الرئيس السوري السابق وجد في ألعاب الفيديو مهربا من عزلة المنفى، وإنه يقضي ساعات طويلة يوميا في اللعب عبر الإنترنت.
ورغم أن الصحيفة الألمانية لم تحدد أسماء الألعاب التي يدمنها الأسد، إلا أنها ألمحت إلى أنه ربما يشارك في جلسات لعب ضد منافسين لا يعرفون هويته الحقيقية، مما يضيف بعدا غير متوقع لمستقبله المجهول بعد سنوات من الحكم الحديدي.
من طبيب عيون إلى منفى سايبربانك
بشار الأسد، الذي خلف والده حافظ الأسد في الحكم عام 2000، كان قد درب طبيا كطبيب عيون، وكان ينظر إليه حينها على أنه شخصية غريبة الأطوار داخل النخبة السياسية السورية. وقد بدأت فترته الرئاسية بآمال للإصلاح، لكنها سرعان ما تحولت إلى سنوات من القمع الوحشي والحرب الأهلية، التي استمرت 13 عاما وخلفت مئات آلاف القتلى والمفقودين.
خلال الحرب، اتهمت قواته، بدعم مباشر من موسكو، باستخدام أسلحة كيميائية وشن هجمات بالـ”براميل المتفجرة” على أحياء سكنية، ما جعله في مرمى الانتقادات الدولية والملاحقات القانونية المحتملة.
حماية روسية وصمت رسمي
منذ وصوله إلى موسكو، يحظى الأسد بحماية مباشرة من السلطات الروسية، خاصة من أجهزة تابعة للرئيس فلاديمير بوتين، لكنه اختفى تماما عن المشهد السياسي والإعلامي، ولم يصدر عنه أي تصريح منذ خروجه من سوريا. ولم تؤكد موسكو رسميا استضافتها له، كما لم تنف ما جاء في تقرير “دي تسايت”.
في الوقت الذي لا يزال فيه مستقبل سوريا غامضا، يبدو أن الأسد قرر الانسحاب من المعادلة، على الأقل مؤقتا، مكتفيا بالعزلة الرقمية، حيث يحلق في عوالم افتراضية بعيدا عن مشاهد الدمار والدم التي ارتبطت باسمه.










