اشارت تقارير صحافية إلى أن البرلماني المصري علاء عابد غادر مصر خلال الساعات التي تلت استبعاده من قوائم الترشح لانتخابات مجلس النواب المقبلة، فيما تؤكد تغطيات محلية أنه أعلن عدم خوض الانتخابات بدعوى إفساح المجال لوجوه جديدة دون التعليق على مسألة السفر.
وتأتي التطورات وسط حديث إعلامي عن أزمات داخلية بحزب مستقبل وطن واستبعاد أسماء بارزة من قوائم 2025/2030، ما يضفي بعداً سياسياً على توقيت القرار ومساره.
ما الذي حدث؟
قالت مصادر مطلعة إن علاء عابد، نائب رئيس حزب مستقبل وطن ورئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، غادر مصر بعد خروجه المفاجئ من القائمة الوطنية لانتخابات مجلس النواب، في خطوة تلت رفضه الترشح فردياً وفق الرواية ذاتها.
وفي المقابل، نشرت وسائل مصرية أن عابد أعلن رسمياً عدم خوض الانتخابات، مقدماً الأمر كقرار طوعي يستهدف إفساح المجال لدماء جديدة في الحياة النيابية.
وبين السرديتين، تَظهر نقطة التقاء حول تغيّب عابد عن السباق الانتخابي، مع اختلاف في تفسير الدوافع والسياق
وذكرت تقارير محلية أن اسم علاء عابد تصدر قائمة المستبعدين من ترشيحات حزب مستقبل وطن لمجلس النواب 2025/2030، رغم سعيه السابق لضمان وجوده ضمن القائمة أو على المقاعد الفردية.
عابد صرّح بعدم ترشحه وأنه سيواصل خدمة العمل العام من موقعه الحزبي أو أي موقع آخر، مانحاً القرار بعداً مؤسسياً لا يرتبط بأزمة شخصية، بحسب التصريحات المنسوبة إليه.
الاستبعاد جاء ضمن عملية أوسع شملت عدداً من رؤساء اللجان وشخصيات نافذة، ما يُظهر اتجاهاً لإعادة تشكيل المشهد النيابي داخل الحزب.
اتهامات قديمة وحصانة برلمانية.
التقارير أشارت إلى طلبات سابقة لرفع الحصانة عن عابد قُدمت إلى البرلمان على خلفية اتهامات لم تُحسم تتعلق بملفات تهريب آثار ومخدرات وسب وقذف، إلا أن المجلس رفض آنذاك بدعوى عدم كفاية الأدلة وربط بعضها ببلاغات كيدية، بينما لم يُغلق التحقيق نهائياً حتى الآن وفق روايتها.
وتضيف الصحيفة أن انتهاء الحصانة مع نهاية الدورة الحالية قد يفتح الباب مجدداً لطرح هذه الملفات، إذا ما قررت الجهات المعنية تحريكها، وهو ما لا تؤكده وسائل الإعلام المحلية في تغطياتها الأخيرة.
هذه النقطة تحديداً تمثل جوهر الجدل الدائر حول توصيف المغادرة بين “سفر طبيعي” و“هروب”، مع بقاء ذلك رهن ما ستُظهره الإجراءات الرسمية لاحقاً.
ويرجح المشهد العام أن حزب مستقبل وطن يعيد هيكلة قوائمه قبيل الاستحقاق النيابي، مع إقصاء أسماء بارزة وتأجيل التعليق الرسمي على حالات بعينها، وفي مقدمتها حالة عابد.
حاول عابد تأطير الصورة برسالة سياسية عن “التداول” وإتاحة المجال لوجوه جديدة، وهو خطاب يتسق مع إعادة ضخ الدماء في الكتل البرلمانية قبل دورة تشريعية طويلة 2025/2030.
ويشير تقاطع السرديات إلى أن الغياب عن القوائم لم يكن مفاجئاً بالكامل، لكنه اكتسب زخماً نظراً لثقل الاسم وموقعه التنظيمي السابق داخل الحزب.
أين الحقيقة بين “الهروب” و“الاعتزال”؟مصطلح “الهروب” استخدمته روايات غير رسمية لتوصيف المغادرة السريعة بعد الاستبعاد، وربطته باحتمال ملاحقات مرتبطة بملفات قديمة.
في المقابل، تطرح تغطيات مصرية معتمدة سردية “الاعتزال الاختياري” وتثبيت الصورة العامة لعابد بوصفه مستمراً في العمل السياسي من منصات حزبية بديلة خارج البرلمان.
ومع غياب بيان رسمي من الحزب يوضح بدقة وجهة سفر عابد أو مقاصده، تظل القصة مفتوحة على قراءات متعددة حتى تتضح تفاصيل إضافية.
.لماذا يهم هذا الحدث؟
يمسّ الملف توازنات داخل الحزب الأكبر تمثيلاً في البرلمان خلال السنوات الماضية، ويعكس طريقة إدارة الاستحقاقات الداخلية وإعادة توزيع الثقل بين الوجوه التقليدية والصاعدة.
كما قد ينعكس على توازن اللجان النوعية داخل المجلس القادم، في ظل خروج أو تراجع نفوذ أسماء قادت ملفات تشريعية رقابية لسنوات.
وعلى المستوى العام، يثير تناقض السرديات أسئلة حول الشفافية الاتصالية داخل الأحزاب في اللحظات الانتخابية الحساسة.
ما التالي؟ستتجه الأنظار إلى ما إذا كان عابد سيصدر توضيحاً مباشراً حول وجهة سفره وتوقيته، أو سيكتفي ببيان “عدم الترشح” دون تفاصيل إضافية.
كما سيُراقب ما إذا كانت الجهات القضائية ستتخذ أي إجراءات بعد انتهاء الحصانة، أو سيظل الملف في نطاق التكهنات الإعلامية دون مستجدات رسمية.
وفي كل الأحوال، سيبقى تأثير القصة رهناً بكيفية توزيع القوائم النهائية وبحجم التغيير في بنية الكتلة البرلمانية لحزب مستقبل وطن.










