تشهد مدينة شرم الشيخ غدا الاثنين حدثاً سياسياً تاريخياً يتمثل في القمة الدولية برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد نجاح جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة وسط مشاركة قادة أكثر من عشرين دولة عربية ودولية
تهدف هذه القمة إلى وضع الأسس الفعلية لاستقرار المنطقة وفتح صفحة جديدة بعد صراع مرير، وتحمل معها فرصاً وتحولات مفصلية الشرق الأوسط
تنعقد القمة بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي جاء بوساطة مشتركة بين مصر وقطر والولايات المتحدة، وانطلقت المفاوضات منذ مطلع أكتوبر في شرم الشيخ ضمن ما يُعرف بـ”خطة ترامب للسلام” ذات البنود العشرين التي شاركت فيها وفود إسرائيلية وفلسطينية ومراقبون دوليون
. التوافق الحالي يُعد إنجازاً دبلوماسياً أجمعت عليه أطراف إقليمية ودولية، ويمهد لتدشين مرحلة من الاستقرار وتسوية الملفات الشائكة بالمنطقة.المشاركون والأجندة الأساسيةيشارك أكثر من عشرين قائداً عربياً ودولياً، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس وزراء إسبانيا، إلى جانب ممثلين عن السعودية، الإمارات، قطر، تركيا، ألمانيا، بريطانيا، وإندونيسيا
. القمة تدرس تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، ويُترقب الإعلان عن إجراءات تبادل الأسرى ووضع آليات مراقبة دولية لمتابعة تطورات الوضع الأمني والإنساني في غزة.محاور النقاش المرتقبةمن المتوقع أن تشمل أجندة القمة محاور رئيسية:آليات تثبيت وقف إطلاق النار، والإشراف الدولي على التنفيذ
.بدء ترتيبات إعادة إعمار قطاع غزة وتقديم دعم دولي للجانب الفلسطيني.بحث إمكانية تنفيذ خطة الدولتين وحلحلة الملفات السياسية العالقة.رسم خارطة التعاون الإقليمي بين مصر وأمريكا وأوروبا والتأكيد على الحلول السلمية
.ويشدد الرئيس السيسي على أن هذا الاتفاق وإنجاز مسار السلام يمثل فرصة تاريخية للمنطقة وشعوبها، فيما يصر ترامب على مواصلة رعاية وتنفيذ الاتفاق حتى تتجاوز فلسطين وغزة حقبة العنف نهائياً.أصداء وتوقعات محلية ودوليةوصفت الخارجية الأمريكية القمة بأنها “حدث تاريخي غير مسبوق”، وأشادت بالدور الريادي المصري في الوصول لهذا التفاهم الدولي
. من ناحية أخرى، يولي الجانب المصري أهمية كبيرة لمتابعة التنفيذ العملي للاتفاق، ما يجعل هذا اللقاء المنتظر اختباراً للفاعل الدولي والإقليمي في الشرق الأوسط بعد سنوات من النزاع.من جانبها، الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولون أوروبيون عبروا عن دعمهم للقمة، مؤكدين أن شرم الشيخ تشكل منصة حقيقية لسلام شامل، وقد أبرقت وكالات الأنباء برسائل إيجابية عن حالة التصالح والاستقرار المتوقع بعد القمة
.ملامح المرحلة المقبلةترى دوائر عديدة أن نجاح قمة شرم الشيخ سيطلق حراكا دبلوماسيًا جديدًا، ويزيد الضغط على الأطراف الدولية والمحلية للالتزام بخطة السلام وتوصيات القمة
. كما سيسهم تنفيذ بنود الاتفاق في ترميم العلاقات المتوترة، ويدفع إلى إطلاق مشاريع تنمية وإعادة إعمار غزة بدعم دولي واسع.أهمية القمة لمصر والمنطقةالقمة تكرس مكانة مصر مركزاً للمبادرات الإقليمية والدولية في مجال السلام، وتعزز من ثقلها الإستراتيجي تجاه الملفات الأكثر حساسية، وتضعها في قلب جهود الوساطة والضمانات الدولية
.في الختام، يُرتقب أن تمنح قمة شرم الشيخ زخماً جديداً لمسيرة السلام في فلسطين والمنطقة، وسط تطلعات بإجراءات عملية تبدأ من اليوم التالي للقمة وتثمر عن استقرار مستدام، وتنهي حلقات الصراع الممتدة لعقود










