طالبان باكستان: الحركة التي أشعلت حرباً حدودية بين باكستان وأفغانستان
تحريك طالبان باكستان (TTP) حركة مسلحة تأسست عام 2007 كمظلة لأكثر من 40 فصيلاً بشتونياً، وتهدف لإسقاط الحكومة الباكستانية وإقامة إمارة إسلامية. مع تصاعد هجماتها منذ 2021، أدت إلى أزمة حدودية خطيرة بلغت ذروتها في اشتباكات أكتوبر 2025 التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من الجانبين.
تعريف الحركة ونشأتها
تشكّلت تحريك طالبان باكستان في ديسمبر 2007 تحت قيادة بيت الله محسود كائتلاف يضم نحو 13 جماعة مسلحة في المناطق القبلية على خط ديورند الحدودي مع أفغانستان.
الحركة عبارة عن كيان غير متجانس يضم أكثر من 40 فصيلاً إسلامياً وقبلياً من البشتون، وهي مستقلة تنظيمياً عن طالبان أفغانستان رغم التشابه الأيديولوجي والروابط القبلية.
الأهداف والأيديولوجيا
تهدف الحركة إلى إسقاط الحكومة الباكستانية وإقامة إمارة إسلامية وفق تفسيرها المتطرف للشريعة، وتعتبر الحكومة الباكستانية عميلة للغرب بسبب تعاونها مع الولايات المتحدة في “الحرب على الإرهاب”.
تركز على مواجهة الدولة الباكستانية ومؤسساتها الأمنية من خلال الهجمات المسلحة والتفجيرات الانتحارية، وقد استهدفت الكنائس والمدارس ومحاولة اغتيال ملالا يوسفزاي عام 2012.
العلاقة مع طالبان أفغانستان
رغم الاستقلال التنظيمي، تتهم باكستان طالبان الأفغانية بإيواء عناصر TTP، استناداً إلى تقرير أممي ذكر أن الحركة “تتلقى دعماً لوجستياً وعملياتياً كبيراً من السلطات الفعلية” في كابول.
تنفي طالبان الأفغانية هذه الاتهامات وتتهم باكستان بدورها بدعم مجموعات “إرهابية” مثل تنظيم الدولة الإسلامية، ما يغذي دائرة الاتهامات المتبادلة.
التصعيد الخطير في أكتوبر 2025
تبنت طالبان باكستان هجمات متزامنة في إقليم خيبر بختونخوا أسفرت عن مقتل 23 شخصاً بينهم 20 عنصراً أمنياً و3 مدنيين، ما دفع باكستان للرد بغارات جوية على كابول وباكتيكا.
ردت طالبان الأفغانية بـ”عملية انتقامية” ليلية زعمت خلالها السيطرة على 25 موقعاً عسكرياً باكستانياً ومقتل 58 جندياً باكستانياً، فيما أعلن الجيش الباكستاني مقتل أكثر من 200 من “عناصر طالبان وإرهابيين تابعين لها”.
التأثير الأمني والاقتصادي
كان عام 2024 الأسوأ من حيث الخسائر البشرية من جراء العنف المتشدد في باكستان منذ عقد، مع مقتل أكثر من 1600 شخص معظمهم من الجنود.
أدى التصعيد إلى إغلاق المعابر الحدودية الرئيسية بما في ذلك تورخم وشامان، ما يؤثر على التجارة والحركة بين البلدين.
مصادر التمويل والقدرات
تعتمد الحركة على الأنشطة غير القانونية مثل الاختطاف من أجل الفدية وتجارة الهيروين والضرائب وأموال الابتزاز من الشركات والأفراد في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
استفادت من الأسلحة والمعدات المتطورة التي غنمتها طالبان الأفغانية من الجيش الأفغاني السابق، بما في ذلك نظارات الرؤية الليلية وبنادق القنص.
الوساطة الإقليمية والمستقبل
دخلت السعودية وقطر وإيران على خط الوساطة ودعت إلى “ضبط النفس”، ما دفع أفغانستان لإعلان انتهاء “العملية الانتقامية”.
تتطلب معالجة هذا التهديد تعاوناً أمنياً حدودياً قابلاً للتحقق وترتيبات استخبارية مشتركة، إلى جانب معالجات تنموية تقلص بيئة التجنيد في المناطق القبلية.










