تستعد مدينة شرم الشيخ لاستضافة قمة دولية عالية المستوى يوم الاثنين القادم برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة وكبار ممثلي أكثر من عشرين دولة، ما يجعلها على رأس الأحداث الدبلوماسية في الشرق الأوسط خلال عام 2025
. وتشهد القمة زخماً إعلامياً وسياسياً غير مسبوق، في ظل الظروف الاستثنائية عقب وقف إطلاق النار الأخير في قطاع غزة، وتركز الأنظار على الدول المدعوّة وقائمة القادة المشاركين، إذ تعتبر هذه التحالفات وانخراط هذا العدد من الأطراف الدولية مؤشراً على جديّة التحرك نحو تسوية تاريخية للمنطقة.
تفاصيل قائمة الدول المدعوّة
أعلنت الرئاسة المصرية رسمياً عن مشاركة أكثر من عشرين دولة، فيما كشفت مصادر دبلوماسية عالمية ومحلية عن أبرز القادة المدعوين لحضور القمة والمراسم الرمزية لتوقيع الاتفاق النهائي بشأن غزة
. القائمة تضم مزيجاً من القوى الكبرى، والدول الفاعلة إقليمياً، والدول الداعمة لعملية السلام، ويُنتظر أن تلعب كل منها دوراً محورياً في تنفيذ مخرجات القمة:الولايات المتحدة الأمريكية (دونالد ترامب)مصر (عبد الفتاح السيسي)فرنسا (الرئيس إيمانويل ماكرون)بريطانيا (رئيس الوزراء كير ستارمر)ألمانيا (المستشار فريدريك ميرتس)إيطاليا (رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني)تركيا (الرئيس رجب طيب أردوغان)باكستان (رئيس الوزراء شهباز شريف)إندونيسيا (الرئيس برابوو سوبيانتو)الإمارات العربية المتحدة (الشيخ محمد بن زايد آل نهيان)السعودية (الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان)الأردن (الملك عبد الله الثاني)قطر (الأمير تميم بن حمد)فلسطين (الرئيس محمود عباس)إسرائيل (رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفريق تفاوضي رفيع)إسبانيا (ممثلة عن الاتحاد الأوروبي)روسيا (بوفد دبلوماسي رفيع، وترحيب رسمي من الرئيس فلاديمير بوتين)الأمم المتحدة (الأمين العام أنطونيو غوتيريش)وفود من النرويج والسويد وسويسرا كمراقبين وداعمين للعملية الإنسانية
.وتشير تقارير إلى أن إيران تلقت دعوة رسمية لحضور القمة بصفة مراقب، في رسالة انفتاح دبلوماسية رغم التوترات، كما حضرت تركيا بصفة دولة وسيطة ذات ثقل في الملف الفلسطيني، إضافةً لدعوة قادة المنظمات الإقليمية مثل الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي
.أبعاد وتنوع الدول المدعوةهذا الحضور الكثيف والمتنوع يعكس حرص مصر على توسيع قاعدة التوافق الدولي، فالدول الحاضرة تمثّل الأقطاب الفاعلة من الشرق والغرب، وتضم مجموعة مهمة من الشركاء في إعادة إعمار غزة، ورعاة الوساطات السابقة، وقادة المبادرات الإنسانية، إلى جانب إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس
.ما يميز القمة هو اجتماع خصوم إقليميين على طاولة واحدة لأول مرة منذ سنوات الإفلاس الدبلوماسي واحتدام الصراعات، مما يفتح المجال لتفاهمات أوسع قد تشمل ملفات إقليمية أخرى لاحقاً.
رمزية الحضور وأثره على المخرجات المتوقعةيُعدُّ اختيار شرم الشيخ دلالة على توجه مصر لاستعادة دورها الريادي في المبادرات السلمية، كما أن مشاركة دول الخليج والاتحاد الأوروبي وواشنطن وموسكو مع أطراف شرق أوسطية متنافسة تؤكد أن أي اتفاق سينبع من إرادة دولية جامعة، لا تقف عند الحد السياسي بل تمتد لتشمل خطة إعادة الإعمار، مراقبة وقف إطلاق النار، ودعم جهود التنمية في المنطقة المنكوبة
.وقد صرّح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن القمة بمثابة منصة لتجديد الثقة في الحلول الجماعية والتنسيق العملي لإنهاء النزاعات، فيما أشار الرئيس ترامب إلى أن “اليوم الاثنين سيكون يوماً تاريخياً سيشهد حضور العشرات من القادة ورجال الدولة ممن حملوا العبء الدبلوماسي لتحقيق السلام”
.قائمة موجزة لأبرز الدول المدعوة
يمثل هذا التجمع الدولي في شرم الشيخ منعطفاً مفصلياً في تاريخ النزاعات الشرق أوسطية، ويعكس رغبة مصر والمجتمع الدولي في الخروج من نفق الحرب إلى أفق التسوية والتنمية، ما يؤهل القمة لإحداث تأثير استراتيجي يتخطى حدود قطاع غزة إلى المنطقة بأسرها










