الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يخطط لزيارة غزة قريبًا، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب الأخيرة، وذلك بهدف بحث إمكانية نزع سلاح حركة حماس ضمن مبادرة سياسية وأمنية مثيرة للجدل.
تأتي هذه الزيارة في ظل أجواء متوترة للغاية، بعد أشهر من المواجهات العنيفة التي أودت بحياة الآلاف من الفلسطينيين، وأثارت استنكارًا دوليًا واسع النطاق.خلفية الزيارةمصادر مقربة من فريق ترامب أكدت أن الزيارة قد تتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وأنه يجري التنسيق بين مجموعة من الوسطاء الدوليين، بينهم مسؤولون أمميون وشخصيات عربية نافذة، لضمان تأمين الرحلة التي تحمل أبعادًا سياسية وإنسانية بالغة الحساسية.
وتشير المعلومات إلى أن ترامب ينوي دخول غزة من خلال معبر رفح الحدودي بالتعاون مع السلطات المصرية، وأنه يعتزم لقاء قيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية، إضافةً إلى منظمات المجتمع المدني.أهداف ترامب المعلنةأبرز أهداف ترامب، وفق تصريحات متلفزة أدلى بها في نيويورك، هي الدفع نحو خطة متكاملة لنزع سلاح حماس، مقابل توفير ضمانات دولية لوقف الهجمات الإسرائيلية وبدء مسار سياسي جديد يفضي إلى إعادة إعمار القطاع.
ترامب وصف خطته بأنها “فرصة تاريخية للسلام والأمن”، مضيفًا أنه على استعداد للعب دور الوسيط بين واشنطن وتل أبيب من جهة، وحماس من جهة أخرى، شرط أن تلتزم الأخيرة بوقف أي نشاط عسكري.ردود الفعل الفلسطينيةالأنباء عن الزيارة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط الفلسطينية. فبينما رحبت بعض الشخصيات المستقلة بهذه المبادرة باعتبارها فرصة لإيصال صوت غزة إلى الإدارة الأمريكية ودوائر القرار الدولي، اعتبرت قيادات في حماس والعديد من الفصائل أن الزيارة تحمل أجندة سياسية تهدف إلى انتزاع حق المقاومة، مقابل وعود غير مضمونة. مصدر قيادي في الحركة كشف أن أي نقاش حول سلاح المقاومة “خط أحمر”، لكنه لم يستبعد استقبال ترامب إذا كانت الزيارة ستفتح نقاشًا حول رفع الحصار وتحقيق حماية أممية للمدنيين.
الموقف الإسرائيليمن الجهة الأخرى، التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت الرسمي تجاه الموضوع، غير أن صحف عبرية سرّبت معلومات عن وجود تنسيق غير معلن مع فريق ترامب لتقديم شروط محددة تتضمن وقف تصنيع الصواريخ، وتفكيك الأنفاق العسكرية، مقابل تسهيلات اقتصادية وزيادة ساعات إدخال المساعدات عبر المعابر. بعض المحللين في تل أبيب اعتبروا أن هذه الخطوة قد تصب في مصلحة إسرائيل إذا ما نجحت، بينما رأى آخرون أنها مجرد مناورة سياسية من ترامب لتعزيز حضوره على الساحة الدولية قبيل الانتخابات الأمريكية القادمة.أبعاد إقليمية ودوليةإقليميًا، يتوقع أن تحظى الزيارة باهتمام مصر وقطر وتركيا، وهي الدول الأكثر انخراطًا في الملف الفلسطيني.
دبلوماسي عربي أشار إلى أن ترامب يسعى لكسب دعم هذه الأطراف لضمان قبول حماس بمبدأ الحوار حول السلاح، خصوصًا أن نزع السلاح دون ضمانات أمنية يعتبر غير واقعي في ظل الاحتلال. دوليًا، عبرت بعض الحكومات الأوروبية عن تشككها في قدرة ترامب على إحداث اختراق حقيقي، لكنها أشارت إلى أن أي مبادرة تقلل من التصعيد العسكري تستحق التشجيع.التحديات الأمنيةالتحدي الأكبر أمام الزيارة يتمثل في الوضع الأمني داخل غزة، خاصة بعد الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع يُعتقد أنها تحتوي على مخازن أسلحة. فريق ترامب يعكف على وضع خطة أمنية بالتعاون مع جهات فلسطينية ومصرية، تشمل ممرات محددة للتنقل ونقاط حماية أثناء الاجتماعات.
كما سيتم اعتماد ترتيبات طبية وإنسانية لضمان سلامة الوفد المرافق وحمايته من أي محاولات استهداف.توقعات نتائج الزيارةمحللون يرون أن لدى ترامب فرصة ضعيفة لتحقيق إنجاز ملموس في ملف نزع السلاح، لكن زيارته بحد ذاتها تحمل رمزية يمكن أن تغير المزاج الدولي تجاه غزة، خاصة إذا تبعها تحرك أمريكي أوسع لإعادة إدماج القطاع في مشاريع سياسية واقتصادية. البعض يرى أن هذه الزيارة قد تشكل بداية مسار طويل لإنهاء عزلة غزة، بينما يحذر آخرون من أن الفشل في تحقيق أي نتائج ملموسة سيعزز حالة الإحباط ويمنح إسرائيل مبررًا لمواصلة سياساتها العسكرية
.انعكاسات على الساحة الأمريكيةعلى الصعيد الداخلي الأمريكي، هذه الخطوة قد تمنح ترامب نقاطًا إضافية أمام منافسيه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وستعيده إلى واجهة الملفات الدولية كصانع صفقات جريء. لكن في المقابل، هناك من يعتبر أن هذه المبادرة محفوفة بالمخاطر، وأن أي تعثر أو رفض فلسطيني علني قد يستخدم ضده سواء في الإعلام الأمريكي أو أمام الناخبين المتحفظين على الانخراط في نزاعات الشرق الأوسط.










