اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية البيان المشترك الصادر عن بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والذي دعا إلى استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، تكرارا لمواقف قديمة تفتقر إلى الصدق وحسن النية. ودعت طهران العواصم الأوروبية إلى إظهار استقلال قرارها وجديتها الدبلوماسية بعيدا عن الضغوط السياسية الخارجية.
وقال المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل بقائي، إن “البيان الأوروبي لا يحمل أي جديد، بل يعكس استمرار المواقف القديمة التي عطلت الحوار”، مضيفا أن “الإصرار على الحديث عن منع إيران من امتلاك سلاح نووي لا أساس له، لأن الجمهورية الإسلامية لم تسع يوما لامتلاك مثل هذا السلاح”.
وأكد بقائي التزام إيران الكامل بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية “NPT”، وباتفاقية الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرا إلى أن بلاده سعت بصدق إلى إيجاد أجواء بناءة للتعاون، إلا أن المواقف العدائية من الأطراف الأوروبية جعلت تنفيذ أي تفاهم مستحيلا.
وأضاف المتحدث أن إيران حذرت منذ البداية من أن أي خطوات عدائية، بما في ذلك محاولات إعادة تفعيل “آلية الزناد” التي تستهدف إعادة العقوبات الأممية السابقة، ستقوض مسار التفاهمات. وأشار إلى أن الدبلوماسية لم تتوقف، لكنها في الوقت الراهن لا تشهد أي لقاءات أو اتصالات مرتقبة في الأيام القليلة المقبلة.
وختم بقائي بالقول: “الوقت حان لتظهر أوروبا استقلال رأيها وتعيد بناء مصداقيتها الدبلوماسية في نظر شعوبها والمجتمع الدولي”.
يأتي هذا التصريح في أعقاب بيان مشترك أصدرته لندن وباريس وبرلين السبت الماضي، أعلنوا فيه عن عزمهم استئناف المفاوضات النووية بمشاركة واشنطن، ودعوا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الالتزام بالعقوبات المفروضة على إيران، فيما فعلت هذه الدول “آلية الزناد” التي تعيد تفعيل العقوبات الأممية السابقة ضد طهران.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في وقت سابق، إن المفاوضات بشأن برنامج بلاده النووي “يمكن استئنافها إذا توافر حسن النية لدى الطرف الآخر”. وأضاف عراقجي، عقب اجتماع مع سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية، أن إيران قدمت إيضاحات ليكون الجميع على اطلاع بما أحدثته الدول الغربية في مجلس الأمن، وما قد يترتب على ذلك من مخاطر.
وأشار إلى أن الدبلوماسية ستظل مستمرة دائما، لكن أسلوب التفاوض وأطرافه قد تغيرا في الظروف الحالية، مع تراجع دور الدول الأوروبية في المفاوضات المقبلة وتضاءل مبرراتها التفاوضية.










