يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تصدر الساحة السياسية الإقليمية والدولية مع مطلع أكتوبر 2025، وذلك على خلفية مواقفه الصريحة وتدخله الفاعل في ملفي أزمة غزة والحرب في أوكرانيا، إضافة إلى التطورات الداخلية في فرنسا ومساعيه لترتيب البيت الأوروبي المشترك
يجد ماكرون نفسه اليوم أمام تحديات تاريخية متشابكة تتضمن إدارة السياسة الخارجية الفرنسية والدور الوسيط على ساحة الشرق الأوسط في لحظة سياسية دقيقة
.ملف غزة: خطة اليوم التاليشهدت الأيام الأخيرة إعلان ماكرون عن خطة شاملة لـ”اليوم التالي” في غزة أثناء مشاركته في قمة شرم الشيخ التي عُقدت بمصر بحضور
قادة وزعماء من مختلف أنحاء العالم
تضمنت ملامح الخطة تشكيل حكومة مؤقتة تدير قطاع غزة بالتوازي مع انتشار قوات أمن دولية تعمل على تثبيت الاستقرار ونزع سلاح الفصائل المسلحة، وعلى رأسها حركة حماس
شدد ماكرون على أهمية هذا النهج الجماعي، مشيراً إلى أن التحركات الدولية خلال الأشهر الماضية شكلت بيئة توافقية شاركت فيها أكثر من 141 دولة للعمل نحو تحقيق إستقرار دائم للقطاع ودعم مسار حل الدولتين
.أكد ماكرون أيضاً ضرورة استمرار الدعم الدبلوماسي والسياسي بالتوازي مع الدعم الأمني عبر تدريب قوات أمنية مهنية بدعم أمريكي وأوروبي للسلطة الفلسطينية بغرض ضمان استتباب الأمن الداخلي
كما أشار إلى أن فرنسا ستبادر بدعم قوي لمساعي تحرير الرهائن وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية للقطاع، شاكراً دور مصر وأميركا وقطر وتركيا في الدفع نحو وقف إطلاق النار الأخير
.دور فرنسا والعلاقات مع المنطقةفي خطابه الرسمي من شرم الشيخ، ثمّن ماكرون دور مصر المحوري في تحقيق التهدئة الإقليمية، مؤكدًا دعم فرنسا الثابت للشراكة مع القاهرة في جهودها للسلام
. وأضاف أن المرحلة الانتقالية المقبلة تتم بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة ودول أوروبا واللاعبين الإقليميين
.كما شدد الرئيس الفرنسي على ضرورة توفير إطار قانوني دولي لأي قوة أمنية تُنشر مستقبلاً في غزة، ودعا العواصم الكبرى وشركاء المنطقة لضمان عدم فقدان الزخم السياسي الحالي لصالح أي جهود أحادية متسرعة
.مواقف باريس من الحرب في أوكرانياعلى صعيد الأزمة الأوكرانية، دعا ماكرون مجدداً إلى إنهاء الحرب فوراً، معتبرًا أن اتفاق غزة يمثل فرصة دبلوماسية لتحقيق تقدم في مسارات السلام العالمي
. وأعلن عن استعداده لدعم قدرات الدفاع لدى أوكرانيا وتقديم مساعدات إنسانية لإعادة إعمار البنية التحتية، مع إدانته القوية للضربات الروسية ضد المدنيين قبيل حلول فصل الشتاء
.تطورات المشهد السياسي الداخلي
داخلياً، أقدم ماكرون مؤخراً على إعادة تعيين سيباستيان لوكورنو كرئيس للوزراء بعد استقالته بسبب الأزمة الحكومية، وذلك لإدارة تحديات ميزانية العام الجديد وقبل استحقاقات برلمانية مهمة، مما سلط الضوء على قدرته في إعادة ترتيب التوازن السياسي الداخلي في وقت ضاغط










