القمة التي شهدتها مدينة شرم الشيخ اليوم لم تجمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، في حدث دبلوماسي وصفه مراقبون بـ”النادر” وسط التوترات المتصاعدة في المنطقة. اللقاء جاء ضمن أعمال قمة إقليمية موسعة دعا إليها عدد من القادة العرب والأفارقة، بحضور مراقبين دوليين، لبحث مسار الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وآفاق إعادة تحريك عملية السلام المتجمدة منذ سنوات.خلفية الحدثمنذ اندلاع موجات التصعيد الأخيرة في الضفة الغربية وغزة، تراجعت فرص إعادة فتح قنوات الحوار السياسي بشكل كبير، خاصة في ظل تصلب المواقف على الجانبين، وتزايد عمليات العنف. دعوة شرم الشيخ جاءت بمبادرة مصرية تهدف إلى جمع الطرفين في إطار إقليمي أوسع، يتيح بحث ملفات أمنية، وسياسية، واقتصادية، ومن ضمنها إعادة النظر في المبادرات السابقة، مثل مبادرة السلام العربية وخطط إعادة الإعمار في غزة.أجواء اللقاءمصادر دبلوماسية أكدت أن اللقاء بين نتنياهو وأبو مازن تم على هامش الجلسة الرئيسية للقمة، وأنه لم يكن اجتماعاً مغلقاً طويلاً، بل تضمن كلمات قصيرة وتبادل مواقف، قبل أن ينخرطا في جلسة موسعة بحضور قادة مصر، الأردن، والسعودية، إضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي
. الأجواء وُصفت بأنها متحفظة، مع حرص الطرفين على تجنب التصريحات العلنية التي قد تُقرأ داخلياً على أنها تنازلات.محاور النقاشأبرز الملفات التي طُرحت خلال الاجتماعات تمثلت في:إجراءات تهدئة ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة.تسهيلات اقتصادية للمدن الفلسطينية، خاصة ما يتعلق بحرية الحركة والتجارة.
ملف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.خطط إعادة الإعمار في غزة بتمويل دولي وإشراف إقليمي.ضمانات أمنية يطالب بها الجانب الإسرائيلي مقابل أي تخفيف للحصار.
في حين شدد أبو مازن على ضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوم بها حكومة نتنياهو، مثل التوسع الاستيطاني في الضفة، وإعادة فتح أفق سياسي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية.الموقف الإسرائيليمن جانبه، ركز نتنياهو على ملف الأمن، مؤكداً أن الحكومة الإسرائيلية لن تقدم أي خطوات سياسية أو اقتصادية دون التحقق من تنفيذ الفلسطينيين لالتزامات أمنية، خاصة وقف ما وصفه بـ”التحريض” وضبط النشاطات المسلحة.
كما أبدى انفتاحاً مشروطاً على بحث مشاريع اقتصادية مشتركة في حال تم إحراز تقدم في الشأن الأمني.الدور المصريالرئيس المصري، الذي ترأس الجلسة، شدد على أهمية استغلال اللحظة السياسية الراهنة لإعادة إطلاق الحوار المباشر برعاية إقليمية ودولية، مؤكداً أن استمرار الوضع الراهن يهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وأن أي فرصة جديدة يجب ألا تُهدر مثل السابق.ردود الفعل الدوليةالأمم المتحدة رحبت بلقاء الطرفين، معتبرة أنه خطوة صغيرة لكنها ضرورية لكسر الجمود. الاتحاد الأوروبي دعا إلى مبادرات عملية تبني الثقة، فيما أبدت الولايات المتحدة استعدادها لدعم أي توافقات قد تنتج عن المحادثات
.التحديات أمام المسار الجديدرغم الأجواء الإيجابية الحذرة، فإن الطريق أمام أي اتفاق يبدو محفوفاً بالتحديات، أهمها:انعدام الثقة بين الطرفين نتيجة سنوات طويلة من الصراع
.الضغوط السياسية الداخلية على كل من نتنياهو وأبو مازن.التغيرات الإقليمية التي تُعيد ترتيب الأولويات لدى الدول الوسيطة.استمرار المواجهات الميدانية التي تقوض فرص التهدئة.
دلالات اللقاءوجود نتنياهو وأبو مازن على طاولة واحدة في شرم الشيخ يعكس رغبة إقليمية ودولية في إعادة إدراج الملف الفلسطيني على أجندة الشرق الأوسط، وربما اختبار مدى استعداد الطرفين للانخراط في عملية سياسية جديدة. ومع ذلك، لا يزال كثيرون متشككين في قدرة هذا اللقاء على إحداث اختراق حقيقي.التوقعات القادمةمن المتوقع أن تتبع القمة اجتماعات متابعة على مستويات وزارية وفنية، تشمل فرق العمل المعنية بالملفات الاقتصادية والأمنية
. مصادر أشارت إلى إمكانية عقد اجتماع ثنائي موسع في القاهرة قبل نهاية العام إذا تم إحراز تقدم مبدئي










