أعلنت السلطات في إقليم بونتلاند الصومالي، اليوم الأربعاء، عن إلقاء القبض على مواطن تركي يشتبه في انتمائه إلى تنظيم داعش، وذلك خلال عملية أمنية واسعة النطاق في منطقة وادي بعلا بمحافظة باري، ضمن المرحلة الرابعة من عملية “هيلاج” المستمرة منذ أشهر.
ووفق بيان رسمي صادر عن قوات دفاع بونتلاند، فإن المعتقل يدعى فيزول هاشم سليمان، ويعد ثاني مواطن تركي يلقى القبض عليه في غضون أقل من شهرين، بعد توقيف حسن عطار في يونيو/حزيران الماضي في ظروف مشابهة.
وأشار الجنرال أحمد عبد الله شيخ، أحد كبار القادة العسكريين في بونتلاند، إلى أن سليمان جزء من “شبكة مقاتلين أجانب” يعتقد أنهم فروا من تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016، وانضموا لاحقا إلى داعش في سوريا، قبل أن ينتقلوا إلى جبال كال-مسكاد في شمال الصومال.
مشتبه بهم آخرون طلقاء
لا يزال اثنان آخران من المشتبه بهم الأتراك – إمري كمال يلماز وآيلين دريا كايا – طليقين حتى الآن، وتشير معلومات استخباراتية إلى احتمالهما الاختباء في التضاريس الجبلية الوعرة بكال-مسكاد، التي تعد من أبرز معاقل داعش في البلاد.
روابط عابرة للحدود
قال الجنرال شيخ إن التحقيقات الجارية تسعى لتحديد صلات هؤلاء المقاتلين بشبكات تهريب وتمويل إرهابية دولية، بما في ذلك روابط محتملة بحزب العمال الكردستاني (PKK). وأكد أن هذا يشير إلى “تشابك خطير بين الحركات الإرهابية العابرة للحدود”، داعيا إلى تعزيز التعاون الدولي في تبادل المعلومات الاستخباراتية.
مخاوف من تمدد المقاتلين الأجانب
من جهتهم، حذر محللون أمنيون من تنامي تهديدات المقاتلين الأجانب في إفريقيا، مشيرين إلى أن انتقال عناصر من بؤر الصراع مثل سوريا إلى القرن الإفريقي يعقد جهود مكافحة الإرهاب، ويستدعي مقاربة أمنية شاملة تشمل الدعم الاستخباراتي والتقني واللوجستي.
اشتباكات واعتقالات محلية
إلى جانب توقيف المواطن التركي، أعلنت قوات بونتلاند أيضا عن اعتقال مقاتل صومالي خلال اشتباك مسلح عنيف في وادي بعالاد القريب، حيث تدور منذ أسابيع معارك متقطعة بين الجيش وعناصر تنظيم داعش.
عملية “هيلاج” تدخل مرحلة جديدة
تعد عملية “هيلاج” إحدى أبرز الحملات العسكرية في شمال الصومال لمواجهة التنظيمات الإرهابية، وتهدف إلى تفكيك شبكات داعش المتحصنة في المناطق الجبلية النائية، وتطهير المنطقة من الخلايا النائمة والخطر المتزايد للمقاتلين الأجانب.
وأكدت السلطات أن العملية ستتواصل “حتى استعادة الأمن الكامل للمنطقة”، وسط دعوات محلية ودولية لتعزيز الاستقرار والتعاون ضد الإرهاب.










