أكّد الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة السودانية، استعداد الجيش للدخول في مفاوضات شاملة لإحلال السلام في السودان.
شدد كباشي خلال لقائه قوى مدنية ببورتسودان، على عزم قيادة الجيش السوداني الدخول في عملية تفاوضية جديدة تهدف إلى إحلال السلام الشامل، مع التركيز على فتح قنوات تواصل مع القوى المدنية الرافضة للحرب والمطالبة بوقفها الفوري.
حرب السودان
بدأ النزاع المسلَّح في السودان في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأسفر حتى الآن عن آلاف القتلى وملايين النازحين وتفاقم الأزمة الإنسانية.
جهود التفاوض السابقةانطلقت مفاوضات جدة في 6 مايو 2023 برعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وتهدف إلى تحقيق وقف عاجل لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لكنها واجهت صعوبات في التطبيق رغم توقيع “إعلان جدة” لحماية المدنيين.
لقاء بورتسودان المدني
والتقى كباشي مكونات المجتمع المدني في مدينة بورتسودان، حيث شدد على عزم قيادة الجيش على فتح قنوات تواصل جديدة مع القوى الرافضة للحرب والمطالبة بوقفها الفوري
وقال كباشي “السلام غايتنا وليس هناك حرب تنتهي من دون تفاوض… مفاوضات جدة ستكون الأرضية لأي عمليات تفاوض تفضي للسلام” .
ويأتي موقف كباشي في سياق ضغوط محلية ودولية لإنهاء القتال، كما يعكس رغبة الجيش السوداني في استعادة شرعيته ووحدة البلاد بعد اتهامات متبادلة مع الدعم السريع بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.
ويعد فتح قنوات مع القوى المدنية مؤشرًا على تحول براغماتي في استراتيجية القيادة العسكرية نحو حل سياسي.
أهمية فتح الحوار مع المدنيين
ويرى محللون أن إشراك المجتمع المدني في عملية السلام يعزز الثقة المتبادلة ويمنح التفاوض طابعًا أكثر شمولًا، خصوصًا مع تراجع ثقة الشارع في الحلول الأمنية وحدها.
كما يفتح هذا المسار المجال لتعديل بعض بنود “إعلان جدة” لتلبية مطالب القوى الشعبية بوقف فوري ومستدام للقتال.
ويواجه المسار التفاوضي تحديات عدة، من بينها الخلافات الداخلية بين الفرقاء العسكريين، وشروط الدعم السريع التي تتعلق بتوزيع السلطة الأمنية، إضافة إلى الحاجة لضمان رقابة دولية فعالة على الالتزامات.
كما قد تعترض هذا المسار مقاومة داخل أوساط عسكرية ترى أن أي تفاوض قبل تحقيق انتصار ميداني يضعف الموقف التفاوضي للجيش.
تداعيات الإقدام على التفاوض
ويشير خبراء إلى أن إقدام الجيش السوداني على التفاوض سيخفف من حدة العنف ويحد من تفاقم الأزمة الإنسانية، كما سيوسع أفق التمويل الخارجي لعمليات إعادة الإعمار والاستقرار.
وفي حال نجحت المحادثات، فمن المتوقع أن تتشكل آليات لضمان مشاركة فعّالة للقوى المدنية في متابعة تنفيذ الاتفاقات.










