شنت صحيفة “إسرائيل اليوم”، المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هجوما عنيفا على كل من قطر وتركيا، متهمة الدولتين بـ”التواطؤ مع حماس” ودعم “الإرهاب”، ومشددة على أن أي حل سياسي لغزة بعد وقف إطلاق النار لا يمكن أن يشمل هاتين الدولتين.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها الصادرة اليوم الجمعة إن وقف إطلاق النار، الذي تم وفقا لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، “ليس نهاية الحرب، بل افتتاح لساحة المعركة السياسية”، محذرة من عودة نفس “المحاور الإقليمية” التي ساهمت في تشكيل “غزة ما قبل 7 أكتوبر”، إلى طاولة صياغة مستقبلها.
“قطر وتركيا ليستا جزءا من الحل”
ورأت الصحيفة أن قطر وتركيا “ليستا جزءا من الحل، بل من جوهر المشكلة”، متهمة الدوحة بتحويل “الوساطة الإنسانية” إلى “بنية تحتية سياسية واقتصادية دائمة” لحماس عبر استضافة قيادتها في الدوحة لعقد من الزمن، وتوفير تمويل منتظم دون رقابة دولية.
كما هاجمت الصحيفة أنقرة، مشيرة إلى أنها منحت جوازات سفر لعناصر حماس، وجعلت من العاصمة التركية “ملاذا سياسيا مفتوحا” للحركة، رغم إعلانها العلني عن نيتها “تدمير إسرائيل”، بحسب ما جاء في التقرير.
وقالت الصحيفة إن تركيا لم تكتف بالدعم السياسي، بل ذهبت إلى ما هو أبعد، حيث أقرت وزارة التعليم التركية يوم 7 أكتوبر “يوما للتوعية بالقضية الفلسطينية” في كافة الأقاليم التركية الـ81، في خطوة اعتبرتها الصحيفة تمجيدا لأعمال العنف.
تواصل مع الخاطفين لا مع العائلات
وواصلت الصحيفة اتهاماتها، قائلة إن أنقرة تواصلت مع عناصر حماس الذين يحتجزون رهائن، وليس مع عائلاتهم، ما وصفته بـ”بطاقة هوية لشريكة في الإرهاب”. وأضافت: “دولة تعلم أطفالها أن القاتل بطل، لا يمكن أن تكون مشرفة على نزع سلاح الإرهاب”.
قطر لم تعد “الوسيط المحصن”
وعن قطر، اعتبرت “إسرائيل اليوم” أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة، سياسيا وإعلاميا، شكل لحظة انهيار للحصانة الدبلوماسية التي تمتعت بها لسنوات، مشيرة إلى أن الضربات لم تستهدف فقط قيادة حماس بل “جوهر الوهم: أن بإمكان الدوحة استضافة الإرهاب والبقاء كوسيط شرعي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رغم تعبيره عن “قلقه” من استهداف حليف أميركي، أدرك في محادثات مغلقة أن قطر أصبحت نقطة ضغط استراتيجية يمكن استغلالها لتسريع الحسم، بحسب تعبير الصحيفة.
“لا مكان لمن ربى المجازر”
وفي لهجة حادة، ختمت الصحيفة بالقول إن إسرائيل لا تنوي بعد اليوم التعتيم على “الخطوط الحمراء”، مؤكدة:
“من استضاف قيادة حماس وربى أجيالا على أن المجزرة نضال، لا يمكن أن يكون جزءا من النظام المفترض أن يمنع تكرارها”.
وشددت على أنه “من منح حماس المأوى، لن يسلم مفاتيح إعادة الإعمار”، معتبرة أن قمة شرم الشيخ الأخيرة، التي شاركت فيها قطر وتركيا إلى جانب مصر والولايات المتحدة، كشفت “الفرق بين دبلوماسية الاستعراض وسياسة المسؤولية”.
يأتي هذا الهجوم الإعلامي بعد أيام من بدء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، برعاية أميركية ومصرية وقطرية وتركية. وقد أثار دور قطر وتركيا كوسطاء جدلا واسعا داخل إسرائيل، خصوصا في أوساط اليمين السياسي، الذي يرى في انخراط هاتين الدولتين خطرا على “إعادة صياغة غزة” بطريقة لا تخدم المصالح الإسرائيلية.
يرى مراقبون أن هذا الهجوم من صحيفة “إسرائيل اليوم” لا يعكس فقط موقفها التحريري، بل يترجم توجهات داخل مكتب نتنياهو ذاته، في إطار محاولة فرض شروط سياسية على مرحلة ما بعد الحرب، وعزل الأطراف التي يعتبرها خصوما عقائديين وأمنيين.










