تفيد تقديرات اقتصادية وسياسية بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيسعى إلى إحياء التجارة مع إسرائيل بالتوازي مع توقيع اتفاق غزة، مدفوعًا بطموح لعب دور محوري في إعادة إعمار القطاع وترتيبات اليوم التالي.
ملامح التحرك التركي بعد اتفاق غزة
قال أردوغان إن تمويل إعادة إعمار غزة يمكن أن يُوفَّر سريعًا من دول الخليج والولايات المتحدة وأوروبا، ما يفتح نافذة انخراط مبكر لشركات تركية وإقليمية في مشاريع البنية التحتية والإسكان.
تؤكد أنقرة أنها ستتخذ إجراءات عملية قبل الشتاء لتأمين الإيواء والخدمات الأساسية، بما يعكس انتقالًا من الإغاثة العاجلة إلى إعادة الإعمار المنظمة تحت سقف الاتفاق.
وفي الإعلام العبري، برزت تأكيدات على متابعة تركية أمريكية لتطبيق الاتفاق، ما يعزّز فرص إنشاء قنوات تنسيق عملية بين أنقرة وتل أبيب لخدمة مسارات الإعمار.
المقاطعة وأثرها على تركيا
أدّت المقاطعة التركية منذ ربيع 2024 إلى هبوط حاد في التجارة المباشرة، لكن جزءًا من التدفقات استمر عبر أطراف ثالثة، فيما نجحت إسرائيل في تنويع مصادر التوريد وتقليص الأثر التضخمي المحلي.
تُظهر البيانات أن الأضرار الأوسع لحقت بقطاعات تركية في المعادن والحجر والنسيج والزجاج، ما خلق حافزًا قويًا لعودة تدريجية منظمة للتبادل التجاري تحت مظلة إعادة الإعمار.
تصريحات ومؤشرات من الأطراف المعنية
أفادت تقديرات إسرائيلية بأن أردوغان يطمح إلى دور محوري في صياغة الواقع الجديد في غزة والمنطقة، وهو ما يتطلب إدارة علاقات عملية مع إسرائيل لتسهيل الانخراط التركي في مشاريع الإعمار.
وقال دوف أمِتي: “من الصعب تخيّل أن تتخلى إسرائيل عن سيطرتها على بوابة إدخال السلع إلى غزة، لذلك كل من يريد أن يكون جزءًا من عملية الإعمار — بما في ذلك الأتراك — سيحتاج إلى التحدث معنا”.
ويرى محللون أن استعادة القناة التركية يمكن أن تخفّض كلفة مواد البناء وتعزّز المنافسة في السوق الإسرائيلية إذا اقترنت بمؤشرات استقرار وتطبيق منضبط للاتفاق.
مسارات عملية مقترحة لإحياء التجارة
إطلاق قنوات توريد مقيّدة لمواد البناء والمعادن عبر موانئ إسرائيلية مع رقابة وجهة نهائية للسلع المرتبطة مباشرة بمشاريع الإعمار .
إشراك شركات تركية في عطاءات بتمويل خليجي ودولي ضمن ترتيبات دفع وتأمين وائتمان عابرة للحدود تلبي متطلبات الامتثال.
تدرّج في إزالة القيود والعودة إلى مستويات أعلى من التبادل تبعًا لمؤشرات الالتزام ببنود اتفاق غزة واستقرار الوضع الميداني.










