وصل عدد الأطفال الذين يعيشون في مساكن مؤقتة في إنجلترا إلى رقم قياسي جديد، بلغ أكثر من 172 ألف طفل، وفق بيانات حكومية كشفت عنها وكالة الأنباء البريطانية “بي إيه ميديا” يوم الخميس، في مؤشر مقلق على تزايد أزمة الإسكان والتشرد في البلاد.
وبحسب الأرقام الرسمية، فقد بلغ عدد الأطفال المعالين الذين يعيشون في مساكن مؤقتة حتى نهاية شهر يونيو الماضي 172,420 طفلا، وهو ما وصفته مؤسسات خيرية بأنه “وصمة عار وطنية”، خصوصا مع استمرار ارتفاع الأرقام كل ربع سنة منذ عام 2021.
ملعب ويمبلي… كمقياس للمأساة
قارن نشطاء في حملات مكافحة التشرد هذا الرقم الضخم بسعة ملعب ويمبلي الشهير، والذي يتسع لنحو 90 ألف متفرج، مؤكدين أن عدد الأطفال في المساكن المؤقتة يقترب من ضعف السعة الكاملة للملعب، ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية التي تمر بها آلاف العائلات في إنجلترا.
أزمة مستمرة منذ سنوات
أشارت إحدى أكبر الجمعيات الخيرية المختصة بشؤون المشردين إلى أن هذا الرقم المتصاعد فصلا بعد فصل منذ عام 2021 يظهر فشلا مستمرا في مواجهة الأزمة السكنية. ووصفت آخر الإحصاءات بأنها “أمر مخز تماما”، بينما تساءلت مؤسسة أخرى: “متى سينتهي هذا الوضع؟”، في انتقاد واضح لبطء الاستجابة الحكومية.
دعوات سياسية وتحذيرات
في ظل هذه الأرقام، دعا القائمون على الحملات وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز إلى رفع التجميد المفروض على إعانات السكن في ميزانية الشهر المقبل، مطالبين الحكومة كذلك بالإسراع في نشر استراتيجية مكافحة التشرد، التي تأخرت كثيرا رغم الوعود المتكررة.
وفي المجمل، بلغ عدد الأسر التي تعيش في مساكن مؤقتة، سواء كانت مع أطفال أو بدون، نحو 132,410 أسرة بحلول نهاية يونيو، ما يشير إلى عمق الأزمة وتأثيرها على بنية المجتمع.
مأساة إنسانية بوجه أطفال
تتركز المساكن المؤقتة غالبا في فنادق أو شقق صغيرة غير مجهزة لإقامة طويلة الأمد، ما ينعكس سلبا على صحة الأطفال وتعليمهم واستقرارهم النفسي، ويضع ضغطا هائلا على الخدمات الاجتماعية المحلية، والمدارس، ونظام الرعاية الصحية.
فيما تواصل أعداد العائلات والأطفال المشردين الارتفاع في واحدة من أكبر اقتصادات أوروبا، تزداد الضغوط على الحكومة البريطانية لاتخاذ إجراءات ملموسة، تتجاوز الحلول المؤقتة وتوفر سكنا دائما وآمنا للأطفال والعائلات الأشد ضعفا.
وفي غياب تحرك عاجل، تبقى أزمة المساكن المؤقتة في إنجلترا جرس إنذار لا يمكن تجاهله.










