أكد الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني أن تحقيق السلام الدائم في ليبيا لن يكون ممكنا إلا من خلال انتخابات شاملة يشارك فيها كل الشعب الليبي، بعيدا عن الصراعات السياسية بين القادة، مشددا على أن “ليبيا ملك للشعب الليبي”، ولا يمكن تجاوز إرادته.
جاءت تصريحات موسيفيني خلال اجتماع رفيع المستوى عقده مع وفد ليبي رسمي برئاسة وزير الشباب والمبعوث الخاص لرئيس حكومة “الوحدة الوطنية المؤقتة” للشؤون الأفريقية، فتح الله الزني، وذلك على هامش الاجتماع الوزاري الـ19 لمكتب تنسيق حركة عدم الانحياز، الذي استضافه منتجع سبيك مونيونيو في العاصمة الأوغندية كمبالا.
موسيفيني: الانتخابات حق طبيعي لكل ليبي
في حديثه خلال اللقاء، تساءل موسيفيني مستنكرا:”إذا كانت هناك خلافات بين القادة، فلماذا لا نسأل الشعب؟ لماذا يستولي أي شخص على منزلي كما لو أنني لا أملك رأيا؟”.
وشدد على أن الخلافات السياسية بين القادة الليبيين لا يجب أن تحرم المواطنين من حقهم في المشاركة السياسية، داعيا إلى حل سياسي شامل يبدأ من صناديق الاقتراع ويمنح كل ليبي فرصة تقرير مستقبل بلاده.
وأشار الرئيس الأوغندي إلى تجربة بلاده قائلا:”هنا في أوغندا، عانينا من قادة سيئين مثل عيدي أمين، لكن جميع مؤيديهم شاركوا في الانتخابات. فهذه بلادهم، ولا يمكن حرمانهم من ممارسة حقوقهم الطبيعية.”
قلق من الانقسام ودعوة لتعزيز الدور الأفريقي
عبر موسيفيني عن قلقه من استمرار الانقسام السياسي في ليبيا، واصفا إياه بأنه “ظالم للشعب”، ومؤكدا أهمية الدور الأفريقي في دعم المصالحة الوطنية، مشيرا إلى ضرورة التزام الليبيين والأفارقة بـ سبع نقاط رئيسية للحل، لم تكشف تفاصيلها بالكامل بعد.
كما كشف عن مناقشات جارية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن مبادرات تعاون لدعم الاستقرار في ليبيا، قائلا:
“أنا سعيد لأنني اتفقت مع الرئيس السيسي على العمل معا، ولكنني لم أتابع الأمر. والآن، زيارتكم شجعتني.”
ليبيا ترحب بالدعم وتؤكد التزامها بالانتخابات
من جانبه، عبر الوفد الليبي عن تقديره للدعم الأوغندي الثابت لمبادرات السلام في أفريقيا، وأكد أن حكومة الوحدة الوطنية ملتزمة بتحقيق الوحدة الوطنية من خلال انتخابات حرة وشفافة تشمل جميع الليبيين، وليس فئة دون أخرى.
وقال الزني خلال الاجتماع:”نحتاج إلى مشورتكم ودعمكم لسياسيينا في ليبيا. وأي مبادرة لضمان مشاركة المواطنين الليبيين في الانتخابات ستكون محل تقدير كبير.”
كما ضم الوفد الليبي كلا من سفير ليبيا لدى أوغندا إبراهيم أحمد سلطان، ومدير إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية سفيان بلخير، فيما حضر من الجانب الأوغندي وزير الدولة للشؤون الخارجية أوكيلو أوريم، والسكرتير الدائم لوزارة الخارجية فنسنت باجيري.
دعوة تنسجم مع توجهات الاتحاد الأفريقي
تتسق دعوة الرئيس موسيفيني لإجراء انتخابات شاملة في ليبيا مع توجهات الاتحاد الأفريقي وحركة عدم الانحياز، واللتين تدعوان إلى حلول سياسية محلية تنبع من إرادة الشعوب، بعيدا عن التدخلات الخارجية.










