
زيارة المدمّرة الأميركية “يو إس إس روزفلت” إلى الجزائر تزامنت مع الذكرى الـ250 لتأسيس البحرية الأميركية، وجاءت لتعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين وترسيخ الحضور الأميركي في البحر المتوسط وسط تنافس دولي متصاعد على النفوذ في شمال إفريقيا
الجزائر – 19 أكتوبر 2025
أنهت المدمّرة الأميركية USS Roosevelt (DDG-80) زيارتها الرسمية إلى ميناء الجزائر، والتي استمرت من 12 حتى 16 أكتوبر الجاري، ضمن برنامج التعاون العسكري بين الجزائر والولايات المتحدة، في خطوة اعتبرها مراقبون تجديدًا لرسائل واشنطن بشأن حضورها الأمني في شمال إفريقيا والبحر المتوسط.
وخلال الزيارة، أجرت المدمّرة تمرينًا بحريًا مشتركًا مع الفرقاطة الجزائرية متعددة المهام الرداع (910) في عرض البحر المتوسط، ضمن مناورات Passex التي تهدف إلى رفع كفاءة التنسيق العملياتي وتبادل الخبرات في مجالات المناورة والاتصالات والأمن البحري.
وقالت وزارة الدفاع الجزائرية في بيان سابق إن هذه المناورة تأتي في إطار تطوير التعاون البحري ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة، بينما أكدت السفارة الأميركية بالجزائر أن وجود روزفلت “يعكس التزام واشنطن المستمر بدعم الأمن والاستقرار الإقليمي”.
وتزامنت الزيارة مع الاحتفال بالذكرى الـ250 لتأسيس البحرية الأميركية، حيث استضافت السفارة الأميركية في الجزائر ومسؤولو البحرية حفلًا رسميًا على متن السفينة حضره عدد من القادة العسكريين الجزائريين والدبلوماسيين.
وأكدت السفيرة الأميركية في الجزائر، إليزابيث مور أوبين، أن “التعاون العسكري بين البلدين يشهد تطورًا ملحوظًا، ويُسهم في تعزيز الأمن البحري في المنطقة”.
من جهته، قال قائد المدمّرة، الكوماندور جارد كارلسون، إن “الزيارة تمثل فرصة لتأكيد الشراكة العملياتية مع الجزائر، وضمان حرية الملاحة في البحر المتوسط الذي يُعد شريانًا حيويًا للتجارة والأمن العالمي”.
وتأتي هذه الزيارة بعد مرور أشهر قليلة على زيارة المدمّرة USS Forrest Sherman في مايو الماضي، وزيارة قائد العمليات الخاصة الأميركية في إفريقيا في سبتمبر، ما يعكس اهتمامًا أميركيًا متزايدًا بتوطيد التعاون العسكري مع الجزائر وسط تحولات استراتيجية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
ويرى مراقبون أن التحرك الأميركي في الجزائر يحمل بعدًا مزدوجًا: فهو من جهة يعزز التعاون الدفاعي الثنائي، ومن جهة أخرى يوجّه رسالة واضحة إلى القوى الدولية الأخرى النشطة في المنطقة بأن واشنطن لا تنوي ترك فراغ استراتيجي في البحر المتوسط وجواره.










