باراك يحذر من تحرك إسرائيلي أحادي ضد لبنان إذا استمر التأخير في نزع سلاح حزب الله، ويصف العقوبات الأمريكية على دمشق بأنها «خنق لإعادة الإعمار»
بيروت – 20 أكتوبر 2025
قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا ولبنان، توماس باراك، إن سوريا ولبنان هما «القطعتان التاليتان الحيويتان» في مسار السلام بالشرق الأوسط، وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأضاف باراك في مقال طويل نشره على حسابه الرسمي في X أن القمة التي عُقدت في شرم الشيخ بتاريخ 13 أكتوبر لتحديد الخطوات المقبلة للسلام في غزة، والتي لم تشارك فيها أي وفود من إسرائيل أو حماس، ستكون «لحظة فاصلة في الدبلوماسية الحديثة للشرق الأوسط».
وأشار إلى أن إطلاق الرهائن ووقف الأعمال العدائية والالتزامات المتفق عليها في شرم الشيخ شكلت أساساً يجب مراقبته باستمرار وتعديله وتطبيقه في غزة، مؤكداً أن هذه العملية «ليست حدثاً منفرداً بل مساراً مستمراً». وأوضح أن إيقاع الحوار يجب أن يمتد شمالاً ليشمل سوريا، وفي نهاية المطاف لبنان.
تفاؤل حذر تجاه سوريا مقابل القلق من لبنان:
أوضح باراك أنه أكثر تفاؤلاً بشأن سوريا مقارنة بلبنان، داعياً الكونغرس الأمريكي إلى إلغاء قانون قيصر الذي فرض عقوبات واسعة على نظام الأسد، واصفاً القانون بأنه «خنق لأمة تسعى لإعادة البناء بعد انهيار النظام السابق».
أما لبنان، فقد أبدى باراك موقفاً أكثر تشاؤماً، مؤكداً أن الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر الماضي فشلت عملياً، وأنه لا توجد آلية حقيقية لتطبيقها. وأضاف أن الحكومة اللبنانية تواجه شللاً طائفياً، في حين تواصل إسرائيل احتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية وتنفيذ ضربات جوية متكررة.
وأشار باراك إلى أن نزع سلاح حزب الله يجب أن يكون الخطوة التالية بعد استقرار الحدود السورية، محذراً من أن أي تردد في تنفيذ هذه الخطوة قد يدفع إسرائيل إلى التحرك أحادي الجانب، مما قد تكون عواقبه «خطيرة للغاية».
الأبعاد الاقتصادية والسياسية:
أكد المبعوث الأمريكي أن الخسائر التي تكبدها لبنان جراء القصف الإسرائيلي العام الماضي تقدر بنحو 14 مليار دولار، وأن عملية إعادة الإعمار متوقفة تقريباً بسبب نقص التمويل وامتناع المجتمع الدولي عن تقديم مساعدات كبيرة قبل إحراز تقدم ملموس في نزع سلاح حزب الله وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية.
وأوضح باراك أن فرص لبنان الحالية تتجاوز المخاطر، مشيراً إلى أن الشركاء الإقليميين مستعدون للاستثمار إذا استعاد الجيش اللبناني احتكار القوة الشرعية، وحذر من أن استمرار التردد سيزيد من الأزمة ويقوض سيادة الدولة اللبنانية.
تعكس تصريحات باراك ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع المنطقة: الضغط على لبنان لتنفيذ نزع السلاح بينما إسرائيل مستمرة في القصف واحتلال الأراضي، ما يسلط الضوء على الأزمة البنيوية في لبنان وانعدام القدرة على فرض السيادة الوطنية وسط نفوذ الميليشيات المسلحة، ويجعل المنطقة على حافة مواجهة محتملة إذا لم تتغير المعادلات بسرعة.










