أثارت فعاليات العشاء الخيري الذي أقيم في قاعة البارثينون للمنحوتات في المتحف البريطاني جدلا واسعا، وسط انتقادات حادة من الجانب اليوناني، الذي اعتبر الخطوة “مسيئة” وتعرض المعروضات الأثرية للخطر.
جاء هذا الحدث الذي حمل عنوان “الحفلة الوردية” تكريما لمعرض “الهند القديمة: التقاليد الحية”، حيث ارتدى الضيوف اللون الوردي، وحضر الحفل نحو 900 شخصية مرموقة من المجتمع والفن والموضة والثقافة، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك، وعمدة لندن السير صادق خان، وعدد من المشاهير وعظماء الموضة.
رغم طابع الحفل الخيري، إلا أن إقامة مثل هذا الحدث داخل قاعة النحت التي تضم منحوتات بارثينون أثارت غضب اليونان، التي طالبت مرارا باستعادة رخام البارثينون الموجود في لندن وضمه إلى منحوتات المتحف الوطني في الأكروبوليس بأثينا.
وقالت وزيرة الثقافة اليونانية لينا ميندوني، ردا على الحفل: “مثل هذه الفعاليات تشكل تعديا مسيئا على الممتلكات الثقافية، وتعرض المعروضات الأثرية للخطر. ينبغي أن يكون الحفاظ على سلامة هذه الآثار وأخلاقيات التعامل معها هو الأولوية القصوى للمتحف البريطاني، ولكن ما شاهدناه هو لامبالاة استفزازية”.

وكانت وزيرة الثقافة قد أدانت في السابق إقامة حفلات وعروض أزياء داخل المتاحف التي تضم آثارا ثمينة، معتبرة أن هذه الممارسات “تهدد سلامة الموروث الثقافي”.
وعلقت زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق ماريفا جرابوفسكي على الحدث عبر منشور على إنستغرام، واصفة قرار المتحف بإقامة الحفل في قاعة النحت بأنه “مضلل”، خاصة في ظل النقاش العام الجاري حول إعادة توحيد نصب بارثينون.
حضر الحفل نخبة من الشخصيات البريطانية والعالمية، من بينهم عارضة الأزياء ناعومي كامبل، والمصمم إرديم موراليوغلو، والممثلة كريستين سكوت توماس، إضافة إلى أفراد من العائلة المالكة البريطانية، مثل الليدي كيتي سبنسر.
كما شهد الحفل حضورا يونانيا تمثل في يوجينيا وإلكترا نيارشو مع مجموعة من الشخصيات الاجتماعية الرفيعة، وهو ما زاد من التوتر حول الحفل.
تأتي هذه الفعالية في وقت تتواصل فيه المفاوضات المكثفة بين اليونان وبريطانيا حول مصير منحوتات بارثينون، في ظل رفض المتحف البريطاني إعادتها حتى الآن، ما يجعل أي حدث يقام في قاعة النحت محل جدل وانتقادات دولية.
يبدو أن قرار المتحف البريطاني بإقامة حفل عشاء خيري في قاعة النحت التي تحوي منحوتات بارثينون لم يكن مجرد حدث اجتماعي عادي، بل أطلق موجة من الانتقادات السياسية والثقافية، وأعاد إلى الواجهة ملفا تاريخيا مستمرا حول ملكية هذه الآثار، وحقوق الحفاظ عليها بما يليق بقيمتها الحضارية والإنسانية.










