القاهرة، 21 أكتوبر 2025 – في ظل تصاعد التوترات الميدانية وتكثف الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، وصل وفد من حركة حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الإثنين، لعقد اجتماعات مع مسؤولين مصريين وقطريين بشأن مستقبل وقف إطلاق النار الهش، الساري منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال مصدر مطلع على مجريات المحادثات لوكالة “فرانس برس” إن الوفد، برئاسة القيادي في حماس خليل الحية، سيبحث مع الوسطاء “عشرات الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل أمس الأحد، وأدت إلى مقتل العشرات من الفلسطينيين”، مشيرا إلى أن الحركة تعتبر هذه الهجمات خرقا واضحا للاتفاق المبرم.
خلفية التوتر
الهجمات الإسرائيلية الأخيرة جاءت في أعقاب مقتل جنديين إسرائيليين في هجوم شنته القوات المسلحة الفلسطينية داخل المناطق الحدودية.
واتهمت إسرائيل حركة حماس بالوقوف خلف العملية، معتبرة إياها “انتهاكا صارخا” لوقف إطلاق النار. في المقابل، نفت حماس مسؤوليتها عن الهجوم، مؤكدة أن “الاحتلال هو الطرف الذي بادر إلى خرق الاتفاق بقصفه العنيف لمناطق متعددة في غزة”.
الوساطة مستمرة
تعد مصر وقطر من أبرز الوسطاء التقليديين بين إسرائيل وحركة حماس، وقد لعبتا أدوارا رئيسية في التوصل إلى اتفاقيات التهدئة خلال جولات التصعيد السابقة.
وتأتي هذه الجولة من المحادثات في محاولة لإعادة تثبيت وقف إطلاق النار، ومنع انزلاق الأوضاع نحو تصعيد أوسع قد يؤدي إلى انهيار التفاهمات الهشة.
لقاءات فلسطينية قادمة
إلى جانب ملف وقف إطلاق النار، من المنتظر أن يلتقي وفد حماس أيضا مع مسؤولين مصريين لمناقشة الاستعدادات لعقد اجتماع شامل للفصائل الفلسطينية في القاهرة، يهدف إلى دفع جهود “توحيد الصف الفلسطيني”، بعد سنوات من الانقسام بين حركتي حماس وفتح.
وأكدت مصادر فلسطينية أن مصر تعكف على بلورة رؤية شاملة لتحقيق المصالحة، عبر فتح حوار وطني جديد بين جميع الفصائل، قد يفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات عامة.
نظرة إلى الأمام
رغم التحركات السياسية الجارية، تبقى فرص تثبيت وقف إطلاق النار مرهونة بتطورات الميدان، حيث لم تبد إسرائيل حتى الآن استعدادا لتخفيف الهجمات الجوية، بينما تصر حماس على ضرورة التزام الطرفين بالاتفاقات، بما في ذلك رفع الحصار جزئيا وتسهيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وفي ظل هذه المعطيات، تبقى القاهرة مرة أخرى ساحة حاسمة لرسم ملامح المرحلة المقبلة في الصراع المعقد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وسط ترقب إقليمي ودولي لأي اختراق محتمل في هذا الملف.










