قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على “تروث سوشيال” إنه تلقى عروضا من “عدد من حلفائنا العظيمين في الشرق الأوسط” لاستقدام قوات إلى قطاع غزة “للتعامل مع حركة حماس” إذا دعت الحاجة، مؤكدا أنه لم يقبل هذه العروض في الوقت الحالي، لأن هناك “فرصة لاتخاذ حماس القرار الصحيح”.
ونقلا عن المنشور، أوضح ترامب أن الدول قالت بوضوح إنها “على استعداد للذهاب إلى غزة بقوة كبيرة والقضاء على حماس” في حال استمرت الحركة في “سوء التصرف”.
وأضاف ترامب أن رسائل الدعم هذه أظهرت “حبا وروحا للشرق الأوسط” لم يشهد مثيلا له “منذ ألف عام”، وشكر بشكل خاص إندونيسيا وقادتها على “المساعدة”.
تناقض في الروايات حول استعدادات الدول لإرسال قوات
استند ترامب في وصفه إلى معلومات نقلتها وسائل إعلام ذكرها في منشوره؛ إذ ذكرت تقارير أن دولا عدة أبدت استعدادها للمشاركة في قوة دولية — مع الإشارة علنا إلى أن إندونيسيا أعلنت استعدادها فعلا لإرسال قوات ضمن آلية أممية محتملة لحفظ الأمن بعد انتهاء العمليات العسكرية. كما ذكرت أسماء تركيا وأذربيجان بين الدول التي عبرت عن رغبة مماثلة.
مع ذلك، أشارت تقارير صحفية أخرى إلى تردد واضح لدى عدد من الدول بشأن إرسال قوات إلى غزة، خشية مواجهة مباشرة مع حماس وتعقيدات أمنية وسياسية كبيرة. ونقلت تلك التقارير مواقف تحفظية ومخاوف من الانخراط العسكري المباشر داخل قطاع مكتظ ومسلح سياسيا وميدانيا.
ما الذي يعنيه العرض لو حدث عمليا؟
عرض مشاركة قوات إقليمية في غزة يفتح باب تساؤلات عدة على المستويات القانونية والعملية والسياسية:
شرعية دولية: أي نشر لقوات خارجية داخل قطاع غزة يتطلب إطارا قانونيا واضحا (تفويض أممي أو موافقات ثنائية) لتفادي تبعات قانونية وسياسية.
خطر التصعيد: مواجهة مباشرة مع حماس قد تؤدي إلى توسع رقعة القتال وإيقاظ ملفات إقليمية أخرى.
القدرة اللوجستية والسياسية: معظم الدول الإقليمية المترددة توازن بين الضغط الداخلي، علاقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، والتكاليف البشرية والسياسية لعملية برية أو احتلال مؤقت.
ردود فعل إقليمية ودولية: مشاركة قوات من دول إسلامية أو إقليمية قد تفسر بطرق متباينة على الساحة العربية والإسلامية، وتؤثر على المشهد الدبلوماسي.
مواقف رسمية وأفق التحرك
حتى الآن لم تعلن موافقات تنفيذية رسمية من جانب الولايات المتحدة أو الدول المزعومة بأنها عرضت قواتها، كما لم يصدر مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أي قرار بتفويض قوة حفظ سلام دولية للأراضي الفلسطينية. وأكد متحدثون رسميون من جهات دولية عدة سابقا أن أي تحرك عسكري خارج إطار دولي واضح قد يفاقم الأزمة الإنسانية والأمنية في غزة.
تصريحات ترامب حول العروض الإقليمية تعكس وجود رغبة لدى بعض اللاعبين لتقديم “حلول” أمنية على الأرض، لكنها تقابلها مخاوف عملية وسياسية وقانونية دفعت دولا أخرى إلى التردد. وفي ظل معلومات متباينة، يبقى احتمال إرسال قوات إقليمية إلى غزة أمرا نظريا معقدا، يتطلب موافقات دولية وإقليمية واضحة، وتخطي عوائق لوجستية وسياسية عديدة قبل أن يصبح واقعا.










