في واحدة من أبرز قضايا المحتوى الرقمي التي أثارت الجدل في الرأي العام المصري، أعلنت المحكمة الاقتصادية بالقاهرة حجز الدعوى المقامة ضد البلوجر مريم أيمن، المعروفة باسم “سوزي الأردنية”، للنطق بالحكم في جلسة 29 أكتوبر الجاري، بتهم تتعلق بنشر محتوى خادش للحياء العام والإساءة إلى القيم الأسرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
محتوى مخالف ومواقف “يستحيي منها المرء”
خلال مرافعة حاسمة، قال وكيل النائب العام إن المتهمة بدأت رحلتها مع المحتوى الإلكتروني في سن 17 عاما، عندما كانت لا تزال طالبة، حيث نشرت مقاطع فيديو عبر تطبيق “تيك توك” داخل أحد الفصول الدراسية، دون أدنى اعتبار لمسؤولياتها التعليمية أو الأخلاقية.
وأشار ممثل النيابة إلى أن تلك المقاطع سرعان ما لاقت انتشارا واسعا، لتتحول لاحقا إلى وسيلة لتحقيق الربح من خلال استعراض “مواقف جريئة وإيحاءات لفظية”، رأتها النيابة خادشة للحياء وتمس القيم والمبادئ المجتمعية.
وأضاف:”ما قدمته المتهمة لا يمكن وصفه سوى بأنه دعوة صريحة للخروج عن الآداب العامة… لقد أساءت استخدام المنصات الإلكترونية لتحقيق شهرة وأموال، على حساب أخلاق المجتمع ومشاعر المواطنين”.
اتهامات رسمية
تواجه “سوزي الأردنية” عدة تهم، أبرزها نشر محتوى غير أخلاقي وخادش للحياء العام، وإنشاء وإدارة حسابات إلكترونية لبث هذا المحتوى، واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في الإخلال بالقيم الأسرية والمجتمعية.
وطالبت النيابة المحكمة بتطبيق مواد القانون بكل حزم، تحقيقا للردع العام والخاص، مؤكدة أن “تجاوز الحدود الأخلاقية عبر الإنترنت لا يمكن أن يعتبر حرية شخصية”.
بلوجرز في دائرة المساءلة
قضية “سوزي الأردنية” تأتي ضمن سلسلة من المحاكمات التي طالت عددا من صناع المحتوى في مصر خلال السنوات الأخيرة، في ظل تنامي الجدل حول ظاهرة “البلوجرز الباحثين عن الشهرة بأي وسيلة”.
وفي حين يعتبرها البعض محاكمة عادلة لردع الانفلات الأخلاقي على المنصات الرقمية، يرى آخرون أنها تعيد فتح ملف الحدود الفاصلة بين حرية التعبير والمساءلة القانونية.
موعد النطق بالحكم
29 أكتوبر 2025 سيكون موعد الحسم في القضية، حيث ستصدر المحكمة الاقتصادية حكمها النهائي، وسط اهتمام واسع من وسائل الإعلام والجمهور، الذين يتابعون تطورات هذه القضايا كجزء من المعركة الدائرة بين قوانين التنظيم الرقمي وسلوكيات بعض رواد الإنترنت.
خلفية وأبعاد اجتماعية
تمثل هذه القضية نموذجا لأزمة أوسع تتعلق بـ غياب الضوابط التربوية في سن المراهقة، واستخدام وسائل التواصل كمنصات للربح السريع على حساب المعايير الأخلاقية، والحاجة لتوازن تشريعي بين حرية النشر ومحاسبة التجاوزات.
وتؤكد النيابة العامة أن دورها لا يقتصر على المحاكمة، بل يتعداه إلى حماية المجتمع من التأثيرات السلبية لهذا النوع من المحتوى.
سواء كان الحكم بالإدانة أو البراءة، فإن قضية “سوزي الأردنية” تفتح بابا مهما للنقاش حول أخلاقيات المحتوى الرقمي في العالم العربي، وتدعو لمراجعة شاملة لدور الأسرة، والمدرسة، والمجتمع في توجيه سلوك الأجيال الجديدة داخل الفضاء الرقمي.










