وول ستريت تقفز بثقة مفرطة… أرباح التكنولوجيا تُغطي على هشاشة النظام المالي
المؤشرات الأمريكية تسجل مكاسب تتجاوز 1% مع تفاؤل المستثمرين بموسم الأرباح وتحسن التوقعات لنمو العائد على السهم
أنهت الأسهم الأمريكية تداولات الاثنين على ارتفاعات حادة قادتها أسهم التكنولوجيا والبنوك، في مشهد يعكس شهية مخاطرة متجددة لدى المستثمرين، رغم التحذيرات المتزايدة من هشاشة القطاع المالي الإقليمي وتباطؤ النمو الحقيقي.
فقد أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على ارتفاع بأكثر من 1%، مضيفًا أكثر من 71 نقطة، فيما قفز مؤشر ناسداك الثقيل بالتكنولوجيا بنسبة 1.37%، مدعومًا من صعود أسهم أبل التي لامست مستوى قياسيًا جديدًا، إلى جانب مكاسب قوية لـ ميتا ونتفليكس وألفابت. أما مؤشر داو جونز الصناعي فزاد بأكثر من 500 نقطة.
ويقول بول نولت، كبير استراتيجيي السوق في شركة مورفي آند سيلفست بولاية إلينوي:
“إنه تحرك قوي وشامل… السوق يبدو كأنه وجد طريقه إلى الانتعاش من جديد”.
لكن خلف هذا التفاؤل، يرى مراقبون أن البورصة الأمريكية تتغذى على أرباح لحظية أكثر منها على أساس اقتصادي متين، إذ لا تزال مخاطر الائتمان لدى البنوك الإقليمية تشكل قنبلة موقوتة يمكن أن تُفجر موجة تصحيح جديدة إذا خيبت نتائجها المنتظرة هذا الأسبوع التوقعات.
ويُتوقع أن تقدم شركات كبرى مثل تسلا وآي بي إم وإنتل وجنرال موتورز وفورد دفعة إضافية للمزاج الإيجابي، لكن الأنظار تتجه بالدرجة الأولى إلى نتائج البنوك الإقليمية التي ستكشف مدى عمق أزمة الإقراض بعد موجة البيع الأخيرة.
ووفق تقديرات المحللين، من المنتظر أن ينمو إجمالي أرباح شركات ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 9.3% في الربع الثالث على أساس سنوي، وهي قفزة طفيفة عن توقعات سابقة بلغت 8.8% مطلع أكتوبر.
ومع ذلك، يُحذر اقتصاديون من أن “النشوة” التي تعم وول ستريت قد تكون هدوءًا مؤقتًا يسبق عاصفة الأرباح المخيبة أو بيانات التضخم القادمة، وسط تضارب بين التفاؤل المالي والواقع الاقتصادي الذي لا يزال هشًّا.










