شهدت مدينة مارغاو الهندية مساء الأربعاء مواجهة مثيرة بين النصر السعودي وغوا الهندي ضمن الجولة الثالثة من دور المجموعات لدوري أبطال آسيا 2، في لقاء جاء يرافقه الكثير من الجدل والترقب الجماهيري، خاصة مع إعلان غياب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن قائمة النصر لأسباب تتعلق بمنحه راحة فنية، استعداداً للاستحقاقات القادمة محلياً وقارياً
خلفية اللقاء والأهميةدخل النصر المواجهة متصدراً مجموعته برصيد 6 نقاط من انتصارين متتاليين، مع أداء هجومي قوي أحرز خلاله سبعة أهداف ولم تستقبل شباكه أي هدف. أما غوا الهندي، فيحتل المرتبة الأخيرة دون أي نقطة بعد خسارتين متتاليتين، ما جعله يقاتل على أمل تحقيق بداية تصحيحية أمام العملاق السعودي
.تشكيل النصر… غياب الأسماء اللامعة
أعلن المدرب البرتغالي جورجي جيسوس ثاني أكبر مفاجآت اللقاء بعد غياب رونالدو، بإبقاء جواو فيليكس أيضاً على مقاعد البدلاء بجانب اعتماد تشكيلة يغلب عليها الطابع الدفاعي والانضباط التكتيكي.
جاءت التشكيلة الأساسية للنصر كالآتي: بينتو ماثيوس في حراسة المرمى، سلطان الغنام قائداً، عبد الإله العمري، إينيغو مارتينيز، وأيمن يحيى في الخط الخلفي. في الوسط علي الحسن وأنجيلو غابرييل، بينما تقدم الهجوم كل من عبد الرحمن غريب، ويسلي تيكسيرا، محمد مران وهارون كمارا
.هذا الاختيار الفني أثار التساؤلات حول مدى قدرة النصر على اقتناص النقاط في ظل غياب صانعي الفارق، خاصة أن رونالدو يعتبر أيقونة كروية ومغناطيساً إعلامياً وجماهيرياً في القارة الآسيوية، وغيابه تسبب فعلياً في خسائر مادية كبيرة لنادي غوا بسبب انخفاض مبيعات التذاكر والهدايا التذكارية
.أحداث اللقاء وتحليل الأداءانطلق اللقاء على ملعب استاد فاتوردا عند الساعة 4:45 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، ووضح منذ البداية حذر النصر وتركيزه على الاستحواذ مع الاعتماد على انطلاقات الغنام وغريب في الأطراف.
في المقابل، حاول غوا استغلال حالة الغيابات في صفوف النصر، وزج مبكراً بورقة الهجوم الضاغط أملًا في خطف هدف مبكر قد يقلب المواجهة.شهد الشوط الأول ندرة في الفرص الخطرة مع أفضلية نسبية للنصر في وسط الملعب دون تهديد فعلي للمرمى، بسبب تكتل دفاع غوا والاندفاع البدني من لاعبيه، واعتمادهم على المرتدات السريعة تجاه مرمى بينتو ماثيوس.
في شوط اللقاء الثاني، زادت رغبة النصر في التسجيل وظهر الانسجام شيئاً فشيئاً بين عناصر الوسط والهجوم البديل، مع حس واضح بالتوازن الدفاعي، فيما سنحت لغوا فرص محدودة أخطرها من تسديدة قوية تعامل معها ماثيوس بنجاح.الجماهير والإعلام… رهان على المستقبلتركزت ردود الفعل الإعلامية على غياب النجم الأول، والفرص الضائعة من غياب رونالدو التي كان من الممكن أن تساهم في ترويج أكبر للمباراة آسيوياً، خصوصاً مع الطفرة الجماهيرية والاقتصادية التي يحدثها النجم البرتغالي في أي مكان يتواجد فيه
.في المقابل، حظي المدرب جيسوس بإشادة البعض لقدرته على تدوير التشكيلة وإشراك عناصر الصف الثاني من أجل الحفاظ على جاهزية جميع اللاعبين لخوض الموسم الطويل، وهو قرار يحمل مخاطرة كبيرة في ظل المنافسات الآسيوية الشرسة
.نظرة على الترتيب والآمالمع هذه المواجهة، لا يزال النصر في صدارة ترتيب المجموعة الرابعة، وتبدو حظوظه قوية للتأهل في حال واصل الأداء المنضبط ونجح في إعادة نجومه لتقديم أداء هجومي أكبر في الجولات المقبلة
. أما غوا، فيحتاج لعمل كبير لتعديل أوضاعه واستغلال ما تبقى من مباريات بحثاً عن توديع مشرف للبطولة أو قلب المعادلة إن تحققت معجزة رياضية في الجولات القادمة
ختامتظل مباراة النصر وغوا، مثالاً على القدرة السعودية المتنامية في كرة القدم القارية، واختباراً حقيقياً لعمق قائمة النصر وطموحات الفريق في مواصلة المسيرة القارية بنجاح، رغم العوائق والغيابات المؤثرة.











