تشهد سوق الشهادات المصرفية في مصر تغيرات بالغة في الأشهر الأخيرة، على خلفية قرارات البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة 2% دفعة واحدة، ما دفع البنوك الكبرى، وعلى رأسها بنك مصر، لتعديل سياساتها بشأن شهادات الادخار ومحاولة موازنة جذب العملاء وتحقيق الاستدامة المالية للبنك
.شهادات بنك مصر… آفاق جديدة بعد الخفض
أعلن بنك مصر مطلع أكتوبر 2025 عن خفض عوائد معظم شهاداته الادخارية بنحو 3% مباشرة بعد قرار البنك المركزي، بينما حافظ على بعض المنتجات لجذب العملاء في ظل التنافس القوي بالسوق
. الشهادة الأبرز حالياً، والتي تلقى إقبالاً كبيراً، هي “شهادة ابن مصر الثلاثية ذات العائد المتناقص”، والتي توفر للعميل عائداً تراكميًا يصل إلى 51% خلال مدة 3 سنوات، موزعًا على النحو التالي:السنة الأولى: 20.5%السنة الثانية: 17%السنة الثالثة: 13.5%
وهو ما يعني أن من يستثمر مليون جنيه في الشهادة يحصل على عائد إجمالي يبلغ 510 آلاف جنيه، على مدار مدة الشهادة كاملًا
.طبيعة المنتجات ودوافع السوقجاء التغيير الأخير من بنك مصر انعكاسًا لصعوبة استمرار العوائد المرتفعة بعد خفض أسعار الفائدة العامة في السوق المصرفية
. فمع تراجع هامش ربحية المدخرات، بات البنك يسعى للحفاظ على زخم الشهادات من خلال رفع الحد الأدنى للعائد مقارنة بالمنافسين، والإبقاء على بعض الشهادات بعائد شهري منضبط رغم الضغط على التدفقات النقدية للمصرف
.كذلك قام بنك مصر بإيقاف الشهادات السنوية ذات العائد الثابت تمامًا، مع تقليص العائد على شهادة “يوماتي” ذات العائد اليومي المتغير المرتبط بأسعار الفائدة المقررة من البنك المركزي، ما يعكس استراتيجية واضحة تراقب رد فعل السوق وتطورات المؤشرات الاقتصادية العامة
.شروط شهادات بنك مصر الجديدةشهادة “ابن مصر” الثلاثية:مدة الشهادة: 3 سنوات نوع العائد: شهري ثابتالحد الأدنى للشراء: 1000 جنيه ومضاعفاتهاإمكانية الاسترداد: بعد 6 أشهر من الشراءإمكانية الاقتراض بضمان الشهادةاسترداد القيمة الاسمية كاملة في نهاية المدةيبدأ احتساب العائد من اليوم التالي للشراء
هنالك أيضاً شهادات أخرى مثل شهادة القمة بعائد ثابت 21.5% لمدة 3 سنوات، وشهادة “يوماتي” ذات العائد اليومي المتغير الأعلى في السوق حاليًا، تناسب جمهورًا أوسع من العملاء
.تأثير التغيرات على السوق والعملاءساهم خفض العائد في دفع الكثير من العملاء لسرعة شراء الشهادة الثلاثية قبل تعديل الشروط أو إحداث تغييرات إضافية
. وفي ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والتغير المستمر في سعر الجنيه وقيمة العائد الحقيقي من المدخرات، أصبح العملاء أكثر حرصًا على المقارنة الدقيقة بين المنتجات البنكية قبل تقرير الاستثمار.
وبحسب توقعات خبراء مصرفيين، من المتوقع استمرار مراجعة عوائد الشهادات طبقًا لقرارات لجنة السياسات بالبنك المركزي، مما يدفع بعض العملاء لتقسيم استثماراتهم على أكثر من منتج بنكي لضمان توزيع المخاطر وتعظيم الربح
.لماذا يقبل العملاء على شهادات بنك مصر؟تكمن قوة شهادات بنك مصر في التاريخ الممتد والثقة الكبيرة في البنك ذاته، مع سهولة الشروط وسرعة إصدار الشهادات، علاوة على آليات تحفيز للقطاع العائلي والشركات الصغيرة لاستثمار الفوائض النقدية بأمان نسبي
. كما تتيح مرونة استرداد الشهادة بعد 6 أشهر، وخيارات تعدد دورية صرف العائد بما يتناسب مع ظروف العملاء – شهري أو سنوي أو يومي بحسب نوع الشهادة
.قراءة مستقبلية: هل تظل الشهادات أداة الاستثمار الأولى؟تبقى شهادات بنك مصر أحد أكثر الأوعية الادخارية استقطابًا لرؤوس الأموال المحلية، رغم اضطرار البنك لتخفيض العائد كرد فعل للسياسة النقدية الجديدة
. إلا أن البنوك المنافسة تراقب وتطرح حزمًا جديدة لجذب العملاء، وقد يظهر خلال الأشهر المقبلة المزيد من المنتجات ذات العائد المتغير وفق تقييمات السوق الدورية
.في الختام،
فإن تحرك بنك مصر الأخير بشأن شهاداته البنكية يجسد ديناميكية النظام المصرفي تحت ضغوط التضخم وتراجع سعر العملة، لكنها تظل حتى اللحظة أداة مضمونة للعائد بتوقعات متحفظة، يقبل عليها الجمهور المصري تحسبًا لأي طفرات أو هبوط مفاجئ في العوائد البنكية.










