يثير ترشح أكرم محمد علي عبد العال شعت، المعروف محليا باسم “الحاج أكرم شعت”، لانتخابات مجلس النواب 2025 عن الدائرة الثالثة بمركز إطسا بمحافظة الفيوم جنبو العاصمة المصرية القاهرة، جدلا واسعا بين الناخبين وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وذلك في ظل اتهامات متداولة حول أصوله الفلسطينية، ووسط حملة انتخابية نشطة يعتبرها أنصاره الأقرب إلى نبض الشارع.
مرشح مستقل مدعوم محليا
شعت يقدم نفسه كمرشح مستقل، لكنه يحظى -وفقا لمصادر محلية- بدعم غير رسمي من بعض أعضاء حزب مستقبل وطن، خاصة في قرى مثل تطون وخورشيد والغرق وأبو جندير. وتشير البيانات الأولية إلى أن 28 مرشحا يتنافسون على مقعد واحد في دائرة مركز إطسا، وسط استعدادات هادئة نسبيا واقتراع فردي مقرر في 21 نوفمبر 2025.

وخلال لقاء انتخابي عقده مع الأهالي هذا الأسبوع، أكد شعت أن حملته “تنطلق من التواصل الحقيقي مع الناس”، متعهدا بأن يكون “صوت المواطن تحت قبة البرلمان” وأن “دعم الأهالي وثقتهم هما رأس ماله الحقيقي”.
الجدل حول الأصول الفلسطينية
في المقابل، يشهد ترشحه حملة تشكيك على منصات التواصل، خاصة على موقع X (تويتر سابقا)، حيث تصدرت وسوم مثل #مصرللمصريينمشتكية و#ترحيلجميع_اللاجئين، وترافقت مع اتهامات بأن شعت “فلسطيني مجنس”، تعود أصوله إلى مدينة خان يونس في قطاع غزة، وأن عائلته جاءت إلى مصر بعد نكبة 1948.

وتتحدث بعض التغريدات عن أن شعت “تبنى الهوية الفيومية” عبر الاندماج في الريف، في حين يربط آخرون ترشحه بمحاولة لـ”توطين اللاجئين داخل المؤسسات السيادية”. كما تم تداول صور ومقاطع فيديو لعائلات تحمل نفس الاسم في غزة، ما ساهم في تغذية الجدل.
حملة مضادة: “مصري أبا عن جد”
أنصار شعت يردون بنفي قاطع لما يتداول، مؤكدين أن “عائلته مستقرة في إطسا منذ عقود”، وأن “الاسم مجرد تشابه إملائي بين ‘شعت’ المصري و’شعث’ الفلسطيني”. وبرزت عدة تغريدات مؤيدة تنشر صورا للحاج أكرم بين الأهالي في تطون وخورشيد، معتبرة أن “الهدف من الحملة تشويه مرشح شعبي له قاعدة حقيقية”.

قانونيا: لا مخالفة واضحة
من الناحية القانونية، لا يمنع المجنسون من الترشح إذا كانوا قد حصلوا على الجنسية المصرية منذ أكثر من 10 سنوات، وهو ما لم يثبت عكسه في حالة أكرم شعت. ولا توجد حتى الآن وثائق رسمية تؤكد أو تنفي جنسيته الأصلية، ما يجعل الجدل في الغالب محصورا في نطاق الشائعات ومخاوف الهوية.
السياق الأوسع: الجدل حول اللاجئين
يرتبط الجدل الدائر حول شعت بسياق أوسع من التوتر الشعبي في مصر حيال وجود اللاجئين، خاصة السوريين والفلسطينيين، في أعقاب تصاعد أزمات غزة منذ 2023. وتشهد الفترات الانتخابية غالبا حملات تنشط فيها النزعات القومية، ما يجعل أي مرشح يشكك في “مصريته” عرضة للهجوم.

شعت يواصل حملته على الأرض
رغم ذلك، يواصل أكرم شعت جولاته في قرى إطسا، ويبدو أنه يعول على القرب المجتمعي وليس الرد على السجالات الرقمية. ويقول أنصاره إن “ما يهم الناس هو من يحضر لهم الدواء، ويصلح الطريق، ويقابلهم بالاسم… لا ما يكتب على X”.
وحتى موعد الانتخابات، يبقى شعت أحد أبرز المرشحين الجدليين في محافظة الفيوم، سواء بفضل حضوره الشعبي، أو بفعل الضجة التي تلاحقه من خلف الشاشة.










