إيلون ماسك يصف المسؤول الأمريكي بـ”ضعيف الذكاء” وناسا تفتح الباب أمام منافسين جدد لمهمة أرتميس
في مشهد غير مسبوق من الصدام العلني بين القطاع الخاص والحكومة الأمريكية، اندلع خلاف حاد بين الملياردير إيلون ماسك، مالك شركة سبيس إكس، والقائم بأعمال رئيس وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، ووزير النقل شون دافي، حول مستقبل مهمة الهبوط على سطح القمر ضمن برنامج أرتميس.
القصة بدأت عندما صرّح دافي في مقابلة مع قناة فوكس نيوز بأن تطوير مركبة “ستارشيب” الخاصة بسبيس إكس تأخر عن الجدول الزمني، وأن الوكالة تنوي فتح المنافسة أمام شركات أخرى لتولي مهمة الهبوط القمري، في خطوة بدت كرسالة مباشرة لماسك بأن احتكاره للمهمة بات مهددًا.
لكن الملياردير الأمريكي لم يتأخر في الرد، إذ كتب على منصة “إكس” التي يملكها:
“لا يمكن للشخص المسؤول عن برنامج الفضاء الأمريكي أن يكون لديه معدل ذكاء من رقمين.”
تغريدة أشعلت الإنترنت، وحوّلت النقاش التقني إلى معركة شخصية بين أغنى رجل في العالم وأحد كبار المسؤولين الأمريكيين.
ناسا تبرر ودافي يهاجم
في محاولة لتهدئة الجدل، قالت متحدثة باسم ناسا إن دافي “يركز على التغلب على الصين في سباق الهبوط على القمر”، مؤكدة أنه لم يسعَ للاحتفاظ بمنصبه داخل الوكالة كما ألمح تقرير وول ستريت جورنال.
إلا أن دافي عاد إلى منصة “إكس” ليرد على ماسك قائلاً:
“أحب الشغف. لقد بدأ السباق إلى القمر… الشركات العظيمة لا تخاف من التحدي.”
خلف الكواليس: تنافس تقني ودبلوماسي
يرى مراقبون أن الخلاف يعكس توترًا متصاعدًا داخل برنامج أرتميس، الذي يُفترض أن يعيد الأمريكيين إلى سطح القمر قبل نهاية العقد الحالي، في مواجهة الطموح الصيني المتسارع نحو نفس الهدف.
فبينما تعتمد ناسا على “سبيس إكس” كمقاول رئيسي لتطوير مركبة الهبوط، يخشى بعض المسؤولين أن تأخر الشركة في إطلاق “ستارشيب” يمنح الصين أفضلية رمزية في “السباق القمري الجديد”.
ماسك، الذي بنى سمعته على تحطيم القواعد واحتكار الفضاء التجاري، يبدو اليوم في مواجهة غير مريحة مع الحكومة التي منحته عقودًا بمليارات الدولارات.
لكن اللافت أن ساحة المعركة لم تعد منصات الإطلاق بل منصة “إكس”، حيث يفضّل الملياردير تحويل كل خلاف إلى عرض عام من التحدي والسخرية.
أما دافي، فحاول أن يستثمر الضجة لتأكيد نفوذه السياسي، لكن الردود المتبادلة كشفت هشاشة العلاقة بين ناسا وشريكها الأكبر في أكثر برامجها طموحًا منذ “أبولو”.
السباق إلى القمر لم يعد مجرد منافسة تكنولوجية بين واشنطن وبكين… بل أصبح صراعًا مفتوحًا بين طموح ماسك وغرور البيروقراطية الأمريكية.










