أكدت لانا نسيبة، وزيرة الدولة في وزارة الخارجية الإماراتية، خلال كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم وعادل في الشرق الأوسط. وشددت على تمسك الإمارات الراسخ بـحل الدولتين كخيار استراتيجي لا بديل عنه.
وأشارت نسيبة إلى أن الإمارات تواصل دورها كأكبر مانح لقطاع غزة، رغم التحديات والقيود المفروضة على إيصال المساعدات، مؤكدة أن الدعم الإنساني سيتواصل في ضوء تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
التطبيع لا يلغي دعم الحقوق الفلسطينية
وفي معرض حديثها عن العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، أكدت نسيبة أن خطوة التطبيع تمثل جزءا من جهود أوسع لتعزيز الحوار والتعاون الإقليمي، لكنها شددت في الوقت ذاته على أن هذه السياسات لا تتناقض مع دعم الإمارات للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بل تهدف إلى تهيئة بيئة إقليمية أكثر استقرارا وعدالة.
وقالت: “نؤمن أن الاستقرار الإقليمي يبدأ من إحقاق الحقوق، وعلى رأسها حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وفق إطار حل الدولتين”.
دعوة لوقف الحرب في السودان
وفيما يخص الأزمة السودانية، وجهت نسيبة دعوة صريحة لوقف فوري لإطلاق النار، مشددة على ضرورة استئناف الحوار السياسي بين أطراف النزاع. وأكدت أن دولة الإمارات تدعم بشكل كامل الشعب السوداني وتعمل على تسهيل الجهود الإقليمية والدولية لإعادة الاستقرار إلى البلاد.
وأضافت: “لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري في السودان. وحده الحل السياسي الشامل كفيل بإنهاء هذه الحرب التي طالت آثارها المدنيين الأبرياء”.
التعاون الدولي في ظل عالم متشرذم
وفي تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”، أكدت نسيبة أن “المرونة الدبلوماسية هي المفتاح في عالم مليء بالتشرذم والانقسامات”، مشددة على أهمية تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة، من الأزمات الإنسانية إلى تغير المناخ والنزاعات المسلحة.
سياق إقليمي معقد
تأتي تصريحات الوزيرة الإماراتية في وقت يشهد تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي، في ظل العمليات العسكرية في غزة، واستمرار الحرب الأهلية في السودان منذ أبريل 2023، التي أدت إلى أزمة إنسانية حادة ونزوح داخلي وخارجي واسع.
وتحاول الإمارات لعب دور فاعل على المستويين الإقليمي والدولي، عبر المبادرات الدبلوماسية ودعم الاستقرار والتنمية، ضمن رؤية شاملة تدمج بين العمل الإنساني والدبلوماسية الوقائية.










