وزير الدفاع البريطاني: لندن ستؤدي “دورًا محوريًا” في مركز التنسيق المدني العسكري بقيادة أمريكية
أعلنت بريطانيا إرسال عدد محدود من الضباط العسكريين إلى إسرائيل للمشاركة في مراقبة وقف إطلاق النار في غزة، وذلك بناءً على طلب مباشر من الولايات المتحدة.
وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، كشف عن القرار خلال فعالية مساء الاثنين، مؤكدًا أن بلاده ستلعب “دورًا محوريًا” ضمن الجهود الدولية الرامية إلى تثبيت الهدنة الهشة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
الوفد البريطاني يضم مجموعة من ضباط التخطيط بينهم قائد رفيع المستوى سيعمل نائبًا للقائد الأمريكي في مركز التنسيق المدني العسكري (CMCC)، الذي يتخذ من إسرائيل مقرًا له، ويُتوقع أن يضم عناصر من قطر ومصر وتركيا والإمارات أيضًا.
وقال هيلي أمام عدد من رجال الأعمال:
“يمكننا المساهمة في مراقبة وقف إطلاق النار، لكن القيادة ستكون على الأرجح بيد أطراف أخرى.
لقد استجبنا للطلب الأمريكي، وعينّا ضابطًا بريطانيًا من أعلى مستوى نائبًا للقائد في المركز المشترك، ما يجعل بريطانيا تلعب دور المرساة في هذه الجهود”.
وأكد الوزير أن لندن لن تتولى قيادة العمليات، لكنها ستسهم بخبراتها “المتخصصة” في التخطيط والتنسيق لضمان الاستقرار في مرحلة ما بعد الصراع، مضيفًا:
“سنقوم بدورنا دون أن نتصدر المشهد”.
وبحسب صحيفة التايمز البريطانية، فإن القوات البريطانية لن تدخل قطاع غزة، وهي منفصلة عن القوة الدولية المزمع تشكيلها لتثبيت الأمن داخل القطاع، في حال تمت الموافقة على مشروع قرار جديد بمجلس الأمن برعاية أمريكية وأوروبية يمنح تلك القوة صلاحيات واسعة.
وفي المقابل، أعلن المكتب الإعلامي في غزة أن إسرائيل انتهكت الهدنة 80 مرة منذ سريانها، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 80 فلسطينيًا.
كما أدان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في خطاب أمام مجلس الشورى، ما وصفه بـ“الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لوقف إطلاق النار”.
وكانت إسرائيل قد شنت غارات قاتلة الأحد الماضي أسفرت عن مقتل 26 فلسطينيًا، عقب مقتل جنديين إسرائيليين في هجوم نسبه الجيش إلى حركة حماس، بينما نفت الأخيرة مسؤوليتها، مؤكدة أنها “لم تعد على اتصال بالمقاتلين في المنطقة منذ انقطاع الاتصالات في مارس الماضي”.
وفي محاولة لإظهار الثقة في استمرار الهدنة، قام نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس بزيارة إلى إسرائيل، حيث وصف الهدنة بأنها “متماسكة” و”تسير أفضل من المتوقع”.
أما وزارة الدفاع البريطانية فأوضحت في بيان رسمي أن:
“عددًا محدودًا من ضباط التخطيط البريطانيين تم دمجهم في مركز التنسيق المدني العسكري بقيادة الولايات المتحدة، بمن فيهم نائب قائد برتبة فريق (Two-star). الهدف هو ضمان اندماج بريطانيا في جهود التخطيط الخاصة باستقرار غزة بعد الصراع”.
وأضافت أن لندن “تعمل مع شركائها الدوليين لدعم وقف إطلاق النار في غزة، ولتحديد المجالات التي يمكن لبريطانيا أن تسهم فيها بأكبر قدر من الفاعلية في عملية السلام”.
تدخل بريطانيا العسكري “المحدود” يبدو في ظاهره خطوة دعم دبلوماسية للولايات المتحدة، لكنه يحمل بين سطوره تحولًا استراتيجيًا صامتًا في الموقف البريطاني تجاه الملف الفلسطيني.
بعد أسابيع فقط من إعلان لندن أنها “لا تخطط لإرسال قوات إلى غزة”، يأتي هذا القرار ليؤكد أن السياسة البريطانية ما زالت أسيرة التنسيق الأمريكي، حتى عندما يتعلق الأمر بملفات الشرق الأوسط المعقدة.
في المقابل، يرى مراقبون أن إرسال “ضباط تخطيط” دون قوات تنفيذية هو محاولة ذكية لتجنب الغضب الشعبي والانتقادات السياسية داخل بريطانيا، حيث لا تزال ذكرى حرب العراق تطارد المؤسسة العسكرية البريطانية حتى اليوم.










