كوريا الشمالية تتحدى العالم مجددًا: صواريخ باليستية قبل قمة “أبيك” في سول
تحركات عسكرية مثيرة للجدل قبيل اجتماع ترامب وشي جين بينغ ولي جيه ميونج
في خطوة وُصفت بأنها استفزاز جديد للمجتمع الدولي، أعلنت كوريا الجنوبية صباح اليوم الأربعاء أن بيونجيانج أطلقت عدة صواريخ باليستية قصيرة المدى، وذلك قبل أسبوع فقط من انعقاد قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، التي تستضيفها سول بمشاركة قادة أبرز اقتصادات المنطقة، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ.
ووفقًا لبيان هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، فإن المقذوفات أُطلقت من منطقة قريبة من العاصمة بيونجيانج باتجاه الشمال الشرقي، وقطعت مسافة تُقدّر بنحو 350 كيلومترًا قبل أن تسقط في عمق اليابسة. وأكد الجيش الكوري أنه رصد تحركات لعمليات الإطلاق مسبقًا، وشارك البيانات مع كل من الولايات المتحدة واليابان.
الرد الكوري الجنوبي كان سريعًا، إذ عقد المكتب الرئاسي اجتماعًا أمنيًا طارئًا بحضور كبار القادة العسكريين لإطلاع الرئيس لي جيه ميونج على الموقف الميداني.
أما في اليابان، فقد أعلنت رئيسة الوزراء الجديدة ساناي تاكايتشي أن الإطلاق لم يؤثر على أمن البلاد، مؤكدة استمرار التنسيق الاستخباراتي مع واشنطن وسول.
وتُعد هذه أول عملية إطلاق صواريخ باليستية من جانب كوريا الشمالية منذ مايو الماضي، حين نفذت تجارب مشابهة من سواحلها الشرقية، في تحدٍ واضح للعقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي والصاروخي.
وتشير المراقبة العسكرية إلى أن بيونجيانج كثّفت تطوير ترسانتها الباليستية خلال السنوات الأخيرة، وصولًا إلى اختبار صواريخ عابرة للقارات قادرة نظريًا على بلوغ الأراضي الأمريكية.
اللافت أن التجربة الأخيرة جاءت بعد أيام من استعراض عسكري ضخم شهد ظهور أحدث الصواريخ العابرة للقارات بحضور رئيس الوزراء الصيني، في مشهد يُقرأ على أنه رسالة مزدوجة القوة والضغط السياسي قبيل القمة الاقتصادية المنتظرة.
في المقابل، يرى محللون أن توقيت هذه الخطوة لا يخلو من مناورة سياسية محسوبة، تهدف إلى تذكير واشنطن وحلفائها بأن بيونجيانج ما تزال لاعبًا يصعب تجاهله على مسرح شرق آسيا، خصوصًا في ظل ما يشهده الإقليم من توترات متصاعدة بين الصين والولايات المتحدة.
تأتي هذه الخطوة الكورية الشمالية لتعيد خلط الأوراق قبيل قمة من المفترض أن تركز على التعاون الاقتصادي الإقليمي. لكن بيونجيانج – كالعادة – تفرض معادلتها الخاصة: السلاح أولًا، والدبلوماسية لاحقًا.
الرسالة واضحة: “لا استقرار في آسيا دوننا”، وهي الجملة التي تُترجمها كل تجربة صاروخية تطلقها كوريا الشمالية كلما اقترب موعد أي اجتماع دولي على أرض الجيران










