القارة الأوروبية على صفيح ساخن: صواريخ روسية تقتل مدنيين في كييف بعد استهداف أوكراني لمصنع متفجرات في بريانسك
موسكو وكييف أعاد مشهد الحرب إلى الواجهة بعد أيام فقط من تعليق المحادثات المزمعة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في بودابست.
ففي هجوم روسي عنيف فجر الأربعاء، سقط ستة قتلى على الأقل بينهم طفل يبلغ من العمر ستة أشهر وفتاة في الثانية عشرة من عمرها، إثر قصف صاروخي ومسيّر استهدف العاصمة الأوكرانية كييف وعدة مدن أخرى، فيما أعلن مسؤولون أوكرانيون أن منشآت الطاقة والمباني السكنية كانت الهدف الرئيسي للهجمات.
وفي المقابل، شنت القوات الأوكرانية ضربات صاروخية على مصنع كيميائي ضخم في منطقة بريانسك الروسية ينتج البارود والوقود الصاروخي والمتفجرات، باستخدام صواريخ “ستورم شادو” الفرنسية البريطانية الصنع، في تصعيد نوعي يعكس اتساع رقعة المواجهة بين الطرفين.

كييف تحترق… والنيران تمتد إلى شرق أوكرانيا
أفاد عمدة كييف فيتالي كليتشكو بأن الانفجارات الأولى دوّت بعيد الواحدة صباحًا، تلتها سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيّرة. فرق الطوارئ أنقذت عشرات المدنيين من مبانٍ سكنية اشتعلت فيها الحرائق بعد سقوط حطام طائرات مُسيّرة روسية.
في حي دارنيتسكي بالعاصمة، اندلع حريق في مبنى من 17 طابقًا، فيما أصيب 17 شخصًا في أنحاء متفرقة من البلاد، بحسب السلطات.
وفي مناطق بولتافا ودنيبرو وزابوريجيا، تضررت منشآت نفط وغاز ومبانٍ مدنية، بينما سُجّلت إصابات بالعشرات.

أوكرانيا تردّ بضربة كيميائية
هيئة الأركان الأوكرانية أعلنت أن الهجوم على مصنع بريانسك كان “ضربة دقيقة” نفذت بصواريخ “ستورم شادو”، وأنه اخترق الدفاعات الجوية الروسية.
حاكم بريانسك ألكسندر بوغوماز أكد وقوع الهجوم، مضيفًا أن الدفاعات الجوية أسقطت بعض الصواريخ والمسيّرات، فيما اشتعلت النيران في أجزاء من المصنع.
زيلينسكي: “روسيا لا تشعر بضغط كافٍ لإنهاء الحرب”
في خطاب ناري نشره على منصة X، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الضربات الروسية الأخيرة “تثبت أن موسكو لا تشعر بما يكفي من الضغط لإنهاء الحرب”.
وأضاف أن البنية التحتية للطاقة في البلاد كانت “تحت النار”، داعيًا إلى فرض عقوبات أقوى على روسيا وتزويد أوكرانيا بقدرات بعيدة المدى ودعم دبلوماسي منسّق بين الشركاء الغربيين.
وقال بحدة:
“كلمات روسيا عن الدبلوماسية لا تعني شيئًا ما لم تشعر قيادتها بمشاكل حقيقية… وهذا لا يتحقق إلا بالعقوبات والقدرات العسكرية الطويلة المدى.”
صفقات سلاح سويدية مرتقبة
وفي تطور موازٍ، يزور زيلينسكي اليوم مصنع “ساب” Saab في مدينة لينشوبينغ السويدية برفقة رئيس الوزراء أولف كريسترشون، لبحث صفقة دفاعية كبرى تشمل معدات متطورة، وربما طائرات “غريبن” المقاتلة، رغم أن الحكومة السويدية لم تؤكد رسميًا إدراجها في الصفقة بعد.
السويد كانت قد تبرعت العام الماضي بطائرتين للرصد والإنذار المبكر لأوكرانيا.
واشنطن تؤكد: لا لقاء وشيك بين ترامب وبوتين
وفي واشنطن، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن “لا خطط حالية” لعقد لقاء بين ترامب وبوتين، بعد فشل جولة الدبلوماسية الأخيرة في تحقيق تقدم نحو وقف إطلاق النار.
في المقابل، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن “التحضيرات مستمرة” لاجتماع بودابست، رغم تعليق القمة رسميًا.
وتستعد 35 دولة داعمة لأوكرانيا لعقد قمة في لندن الجمعة المقبلة لبحث مقترح هدنة جديدة على خطوط القتال الحالية، وسط تسريبات عن خطة سلام أمريكية من 20 نقطة مشابهة للخطة المطروحة بشأن غزة.
مشهد الحرب يعود بقسوة
تتزامن هذه التطورات مع تصاعد التحذيرات الأوروبية من “شتاء دموي جديد” في أوكرانيا مع تزايد القصف الروسي على منشآت الطاقة، ما يهدد ملايين المدنيين بالبرد والعتمة.
في المقابل، يصرّ الكرملين على أن عملياته “دفاعية” ضد ما يسميه “الإرهاب الأوكراني المدعوم من الغرب”.
لكن الصور القادمة من كييف تُكذب الرواية الروسية:
أطفال يُنتشلون من تحت الركام، مبانٍ محترقة، ومستشفيات تتطاير نوافذها تحت وقع الانفجارات.










