في تطور جديد على مسار الحرب الأوكرانية، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتجميد الصراع عند خطوط التماس الحالية بأنه “تسوية جيدة”، لكنه في الوقت نفسه شكك في استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقبول مثل هذا الحل.
وقال زيلينسكي خلال زيارته لإحدى الدول الإسكندنافية، وفق ما نقلته وكالة “فرانس برس” (AFP):
“ترامب اقترح أن يتوقف الطرفان عند ما يملكانه ويبدآن الحوار، أعتقد أن هذا اقتراح جيد من حيث المبدأ، لكنني لست متأكدًا أن بوتين سيقبل به، وقد قلت ذلك للرئيس الأمريكي صراحة.”
تجميد النار أم تجميد العدالة؟
المقترح الذي يهدف إلى “تجميد خطوط القتال الحالية” يأتي في وقت تتكثف فيه الضربات الروسية على كييف وخاركيف، حيث أسفرت هجمات اليوم عن مقتل ستة مدنيين بينهم أطفال، بحسب ما أفاد به مسؤولو الطوارئ الأوكرانيون.
ويرى مراقبون أن ما يُسمّى بـ”التسوية الجيدة” يعني عمليًا تكريسًا لواقع الاحتلال الروسي لأجزاء من الأراضي الأوكرانية، الأمر الذي تعتبره كييف “خيانة لتضحياتها”.
قمة مؤجلة بين بوتين وترامب
في الوقت ذاته، أعلنت مصادر دبلوماسية أوروبية تعليق التحضيرات لعقد قمة كانت مقررة في بودابست بين ترامب وبوتين، بعد اعتراض أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين الذين طالبوا بوقف إطلاق نار دون أي تنازل إقليمي من جانب كييف.
لكن موسكو سارعت إلى نفي الإلغاء، مؤكدة أن “التحضيرات ما تزال جارية”، في إشارة إلى استمرار المسار الأمريكي الروسي رغم الجمود العسكري.
دبلوماسية “الخطوط المرسومة”
تصريحات زيلينسكي تعكس إرهاقًا سياسيًا وعسكريًا بعد أكثر من عامين من الحرب، وتكشف عن واقعية قاسية بدأت تفرض نفسها حتى على القيادة الأوكرانية.
فبينما يحاول ترامب الظهور بمظهر صانع السلام قبل الانتخابات الأمريكية، يبدو أن مقترحه — في جوهره — تثبيت لانتصارات موسكو بالقوة تحت غطاء “الحوار”.
إن “الخطوط المرسومة” ليست سوى حدود جديدة لميزان القوة العالمي، حيث تُقايض الجغرافيا بالتحالفات، وتُستبدل مفردات العدالة بلغة “التوازن” و“الواقعية السياسية”.










