عملاق كوريا الجنوبية يواجه ميتا وأبل بسلاح الذكاء الاصطناعي وسعرٍ نصف “فيجن برو”
في خطوة تعتبر أجرأ تحرك لسامسونج في مجال الأجهزة المستقبلية، أطلقت الشركة الكورية الجنوبية سماعة الرأس الجديدة “جالاكسي إكس.آر”، لتدخل رسميًا عالم الواقع المعزز (XR) بشراكة ثلاثية مع جوجل وكوالكوم، في محاولة لاقتحام سوق يسيطر عليه عملاقان مثل ميتا وأبل.
السماعة الجديدة التي طُرحت في نيويورك بسعر 1799 دولارًا – أي نحو نصف سعر “فيجن برو” من أبل – تمثل الجيل الأول من أجهزة تعمل بنظام Android XR المطوّر خصيصًا بالتعاون مع جوجل، وتستفيد من خدمة “جيميناي” للذكاء الاصطناعي لابتكار تجربة تفاعلية غير مسبوقة بين المستخدم والعالم الواقعي.
ذكاء اصطناعي يرى ويفكر
تعتمد “جالاكسي إكس.آر” على دمج الواقعين الافتراضي والمختلط، بحيث يستطيع المستخدم مشاهدة محتوى يوتيوب أو ممارسة الألعاب بينما يتفاعل مع البيئة المحيطة به.
الميزة الأبرز هي التحليل الذكي لما يراه المستخدم: يمكن للسماعة – بفضل “جيميناي” – التعرف على الأشياء في العالم الحقيقي وتقديم معلومات فورية عنها بمجرد النظر إليها أو الإشارة نحوها.
وستحصل الدفعة الأولى من المستخدمين على اشتراك مجاني لمدة عام في حزمة تشمل Google AI Pro وYouTube Premium وGoogle Play Pass.
سباق التكنولوجيا الكبرى
تأتي هذه الخطوة وسط منافسة محتدمة بين عمالقة التكنولوجيا للسيطرة على الجيل التالي من الحوسبة الشخصية.
فـ ميتا لا تزال تهيمن على السوق بحصة تقترب من 80% بفضل سماعاتها Quest، بينما تكافح أبل للحاق بالركب عبر “فيجن برو” الفاخرة.
أما سامسونج، فقد فضلت انتظار اللحظة المثالية كما صرّح جاي كيم نائب الرئيس التنفيذي للشركة، قائلاً:
“أمضينا عشر سنوات في دراسة الواقع المعزز، وانتظرنا حتى تنضج التكنولوجيا… والآن هو التوقيت الأمثل.”
من جانبه، أكد شهرام إيزادي، نائب رئيس جوجل للواقع الموسّع، أن الشراكة مع سامسونج “ليست منتجًا وحيدًا بل بداية رحلة كاملة”، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق نظارات ذكية أخف وزنًا.
شراكات الموضة والتقنية
في خطوة لافتة، أعلنت سامسونج عن تعاونها مع علامتي النظارات الفاخرتين “واربي باركر” و“جنتل مونستر” لتطوير تصاميم عصرية تجمع بين الأناقة والتقنية، في مؤشر على أن الواقع الموسّع لم يعد شأنًا تقنيًا بحتًا، بل جزءًا من أسلوب الحياة.
قوة المعالجة
تعتمد السماعة على شريحة Snapdragon XR2+ Gen 2 من كوالكوم، المصممة خصيصًا لتقنيات الواقع الممتد، ما يمنحها قدرة عالية على معالجة الرسوم ثلاثية الأبعاد وتشغيل محتوى متطور في الوقت الحقيقي.
من “جير في.آر” إلى “إكس.آر”
ليست هذه المرة الأولى التي تراهن فيها سامسونج على الواقع الافتراضي، إذ كانت قد قدمت قبل عقد “Gear VR” بالشراكة مع “أوكولوس” قبل أن تستحوذ عليها ميتا في 2014.
لكن “جالاكسي إكس.آر” تبدو مختلفة تمامًا — ليست مجرد تجربة جانبية، بل رهان استراتيجي على الجيل القادم من الأجهزة الذكية.
بإطلاق “جالاكسي إكس.آر”، تضع سامسونج نفسها في قلب معركة الحوسبة المستقبلية، مستندة إلى ثلاث ركائز: الذكاء الاصطناعي من جوجل، ومعالجات كوالكوم، وخبرتها التصنيعية العملاقة.
الرسالة واضحة: المستقبل لن يكون على الشاشات… بل حولك، يراك ويتفاعل معك.










