في تطور خطير يزيد من توتر الجبهة الروسية – الأوكرانية، أعلنت كييف أن صواريخ “ستورم شادو” الفرنسية البريطانية الصنع، المعروفة باسم “سكالب”، استهدفت مصنعًا روسيًا للبارود والمتفجرات ووقود الصواريخ في مقاطعة بريانسك، الواقعة على الحدود مع أوكرانيا.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن “ضربة جوية وصاروخية ضخمة نُفذت باستخدام صواريخ Storm Shadow أطلقت من الجو، واخترقت منظومة الدفاع الجوي الروسية”، مؤكدة أن العملية أصابت منشأة حساسة لإنتاج المواد المتفجرة.
من جانبه، أكد ألكسندر بوغوماز، حاكم مقاطعة بريانسك، أن المنطقة تعرضت لهجوم بالطائرات المسيّرة والصواريخ الأوكرانية، فيما اعترف وزارة الدفاع الروسية بوقوع الهجوم دون الكشف عن حجم الأضرار أو الخسائر.
وفي المقابل، شهدت العاصمة الأوكرانية كييف هجمات روسية جديدة أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل، وفق ما أعلن رئيس إدارة المدينة العسكرية تيمور تكاتشينكو. وقال العمدة فيتالي كليتشكو إن القصف أدى إلى حرائق وتدمير نوافذ في عدة أحياء، في حين تواصلت الهجمات بطائرات مسيّرة على مناطق زابوروجيا ودنيبرو ومدينة إزمايل الواقعة على نهر الدانوب.
تجميد قمة بودابست بين ترامب وبوتين
على الصعيد السياسي، تم الإعلان عن تجميد القمة المنتظرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي كان من المقرر عقدها في العاصمة المجرية بودابست هذا الأسبوع.
وقالت مصادر دبلوماسية إن قرار التأجيل جاء عقب مكالمة فاشلة بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، والتي أظهرت استمرار الخلافات الحادة حول مستقبل الأراضي الأوكرانية.
ونقلت وكالة “رويترز” عن دبلوماسي أوروبي قوله إن “الروس لم يغيّروا موقفهم إطلاقًا، فهم ما زالوا يصرّون على أن تتنازل أوكرانيا عن كامل منطقة دونباس”، مضيفًا أن “روبيو أنهى المكالمة بعد أن أدرك أن لا صفقة ممكنة لترامب في بودابست”.
وفي تعليق لافت، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا “فقدت اهتمامها بأي دبلوماسية” بمجرد أن تراجعت احتمالات تزويد أوكرانيا بصواريخ “توماهوك” الأمريكية، مضيفًا:
“كلما زادت قدراتنا بعيدة المدى، زاد استعداد روسيا لإنهاء الحرب… وعندما تراجعت هذه القدرات، اختفى الاهتمام الروسي بالدبلوماسية تقريبًا.”
واشنطن “تدور في حلقة مفرغة”
مصدر أوكراني رفيع صرّح لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الجهود الدبلوماسية التي يقودها ترامب “تدور في حلقات مغلقة دون نتائج”، مشيرًا إلى أن الموقف الأمريكي “يتغير من يوم لآخر”. وأوضح أن ترامب يرى الحل في “تجميد الحرب على خطوط التماس الحالية دون تنازلات إقليمية”، وهو ما ترفضه كييف بشدة.
أوروبا تدخل على الخط بخطة جديدة
في موازاة ذلك، كشفت مصادر أوروبية أن عدداً من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تعمل على إعداد مقترح جديد لوقف إطلاق النار على خطوط القتال الحالية، يتضمن تشكيل “مجلس سلام” برئاسة ترامب على غرار الخطة الأمريكية لوقف الحرب في غزة.
وقال دبلوماسي أوروبي إن هذه الخطة “تهدف بالأساس إلى إبقاء واشنطن منخرطة في الملف الأوكراني، أكثر من كونها حلاً واقعياً يُرضي الطرفين”، مضيفًا أن “أي اقتراح لا يتضمن تعويضات من الأصول الروسية المجمدة سيكون مرفوضًا تمامًا من موسكو”.
دمار ومعاناة في الشمال الأوكراني
ميدانيًا، تسببت الهجمات الروسية يوم الثلاثاء في مقتل أربعة مدنيين وانقطاع الكهرباء والمياه عن مئات الآلاف في مقاطعة تشرنيهيف شمالي البلاد، بعد قصف طال منشآت الطاقة الحيوية.
وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن العاصمة الإقليمية تشرنيهيف فقدت كامل إمدادات الكهرباء لساعات، قبل أن تُعاد جزئيًا في المساء. وأفاد مسؤولون محليون أن هجومًا بطائرات انتحارية روسية من طراز “شاهد” استهدف بلدة نوهوورود سيفرسكي، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين بينهم طفل يبلغ من العمر عشر سنوات.










