منع جماهير نادي ماكابي تل أبيب من حضور مباراتهم ضد أستون فيلا في برمنغهام يفجر جدلًا سياسيًا في بريطانيا.. والقرار يتحول إلى اختبار للعلاقة بين الأمن والسياسة والهوية
في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الأوساط الرياضية والسياسية البريطانية، تصاعدت أزمة منع جماهير نادي ماكابي تل أبيب الإسرائيلي من حضور مباراتهم ضد فريق أستون فيلا بمدينة برمنغهام، لتتحول من قرار أمني محلي إلى قضية سياسية ذات أبعاد دينية وإيديولوجية.
فبعد أن قررت السلطات المحلية في برمنغهام – بدعم من شرطة ويست ميدلاندز – منع جماهير النادي الإسرائيلي من دخول الملعب بسبب مخاوف أمنية، اندلع جدل واسع في الأوساط السياسية البريطانية، حيث اعتبر البعض القرار استسلامًا لمعاداة السامية، فيما دافع آخرون عنه باعتباره إجراءً وقائيًا بعد تكرار حوادث الشغب المرتبطة بجماهير ماكابي في أوروبا.
نادي ماكابي تل أبيب نفسه حسم الموقف ببيان رسمي قال فيه إنه سيرفض أي تخصيص لتذاكر حتى لو تم رفع الحظر، مبررًا ذلك بـ”الأجواء السامة” و”التهديدات التي تجعل حضور جماهيره غير آمن”.
مصادر إعلامية بريطانية أشارت إلى أن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت إعلان المتطرف اليميني البريطاني تومي روبنسون عزمه حضور المباراة تضامنًا مع الجماهير الإسرائيلية، ما أثار مخاوف من اندلاع مواجهات بين أنصاره وسكان برمنغهام، خاصة في الأحياء ذات الأغلبية المسلمة.
الجدل السياسي امتد إلى البرلمان البريطاني، حيث وصف زعيم حزب العمال كير ستارمر القرار بأنه “خاطئ”، مؤكدًا أن “دور الشرطة هو تأمين حضور الجميع”. فيما حذّرت خبيرة إدارة الأزمات لوسي إيستهوب من أن تدخل الحكومة في قرارات أمنية محلية “يعكس سوء تقدير خطير”.
أما على الجانب الإسرائيلي، فقد تزامنت الأزمة مع أحداث شغب عنيفة شهدتها مباراة الديربي بين ماكابي وهبوعيل تل أبيب الأسبوع الماضي، حيث ألغيت المباراة بسبب اشتباكات في المدرجات.

تحقيقات صحفية بريطانية كشفت أن جماهير “ماكابي” المنتمية إلى ما يُعرف بمجموعة “الفاناتيكس” (Fanatics) تمتلك تاريخًا طويلًا من العنف والهتافات العنصرية ضد العرب والفلسطينيين، مما زاد من حدة المخاوف الأمنية.
القرار البريطاني ليس الأول من نوعه في أوروبا، إذ سبق أن حُظر جمهور أندية مثل غلطة سراي وفينورد وبنفيكا من حضور مباريات أوروبية لأسباب أمنية مشابهة، إلا أن ما يميز حالة ماكابي هو تداخل البعد السياسي والديني فيها.
القضية التي بدأت كخلاف حول مباراة كرة قدم، تحولت اليوم إلى مرآة لعلاقات مشحونة بين الغرب وإسرائيل، ولجدل أوسع حول حدود الأمن، وحرية الحركة، ومظاهر معاداة السامية في أوروبا










