اعتقال اللواء أكرم سلوم العبدالله بتهم انتهاكات مروعة في سجن صيدنايا السوري
ألقت قوات الأمن السورية القبض على اللواء أكرم سلوم العبدالله، أحد أبرز ضباط الجيش السوري في عهد نظام الأسد، وذلك بعد عملية أمنية نوعية نفذها فرع مكافحة الإرهاب في دمشق. وجاء الاعتقال بناءً على متابعة ميدانية دقيقة ورصد مستمر، وفق ما أفادت وزارة الداخلية السورية في بيان رسمي.
وأوضحت الوزارة أن العبدالله متهم بالمسؤولية المباشرة عن ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين في سجن صيدنايا العسكري خلال فترة قيادته للشرطة العسكرية بين عامي 2014 و2015. حيث كشفت نتائج التحقيقات الأولية تورطه في عمليات تصفية المعتقلين داخل السجن، والذي يشتهر بسجله الأسود في التعذيب والقتل.
وشغل العبدالله مناصب عدة، كان أبرزها قائد الشرطة العسكرية في وزارة الدفاع السورية في ذروة تصاعد الانتهاكات بحق السجناء، التي تضمنت التجويع، التعذيب، والإعدامات الميدانية.
وأشار الحقوقي دياب سرية، مؤسس “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، إلى أن العبدالله يعد من أعلى الشخصيات التي تم اعتقالها حتى الآن والتي تحمل مسؤولية أوامر وتنفيذ الانتهاكات داخل السجن. وذكر في منشور له على “فيسبوك” أن العبدالله كان مبتكر ما يُعرف بـ”غرف الملح” في السجن، وهي مستودعات لحفظ جثث المعتقلين قبل نقلها إلى المقابر الجماعية.
وفي وثائق مسربة، كشفت صحيفة “زمان الوصل” عن طلب رسمي رفعه العبدالله لرئاسة الأركان في أبريل 2014، يشرح فيه معاناة نقل الجثث داخل السجن بسبب الروائح الكريهة، مطالبًا بإقامة غرفة تبريد تتسع لحوالي 50 جثة لتخزينها مؤقتًا، وهو ما يعكس حجم الانتهاكات التي وقعت داخل صيدنايا.
وأشارت وزارة الداخلية إلى أنه تم إحالة اللواء أكرم سلوم العبدالله إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات تمهيدًا لعرضه على القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه.
هذا الاعتقال يأتي في سياق متصل مع جهود السلطات السورية لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في السجون، وسط مطالبات محلية ودولية بالكشف عن مصير آلاف المختفين قسريًا داخل السجون السورية.










