في تصعيد مقلق يشير إلى استمرار تدهور الوضع الأمني في السودان، تعرض مطار الخرطوم الدولي لهجمات متكررة بطائرات مسيرة خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما تسبب في تعطيل استئناف الرحلات الداخلية وتأجيل إعادة تشغيل المطار، في مؤشر واضح على هشاشة الأمن واستمرار الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
صراع منذ أبريل 2023
بدأ الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، ما أدى إلى دمار واسع للبنية التحتية الحيوية بالعاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، وأثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين، وعرقل جهود الحكومة الانتقالية لإعادة بناء مؤسسات الدولة وتعزيز الاستقرار.
تفاصيل الهجمات
شهدت الخرطوم على مدار ثلاثة أيام متتالية، بدءا من الثلاثاء 21 أكتوبر وحتى الخميس 23 أكتوبر 2025، سلسلة من الهجمات الجوية بطائرات مسيرة، حيث استهدف المطار الدولي ومحطة المرخيات التحويلية في أم درمان، التي تمثل شريانا رئيسيا للنقل والبنية التحتية في العاصمة.
يوم الثلاثاء، شنت أكثر من ست طائرات مسيرة هجوما على المطار، ما أدى إلى إطلاق مضادات جوية، دون تسجيل إصابات أو أضرار كبيرة.
في اليوم التالي، تصاعد الهجوم بطائرات مسيرة أدى إلى نشوب حرائق كبيرة في المطار، ما أجبر السلطات على تأجيل إعادة فتح المطار لاستقبال الرحلات الداخلية.
يوم الخميس، استمرت الهجمات مع انفجارات عنيفة وتحليق مكثف للطائرات المسيرة، ما دفع الجيش إلى التصدي للهجوم مستخدما مضادات جوية أرضية، وسط مخاوف متزايدة من تعقيد الوضع الأمني.
التداعيات
تأجيل إعادة فتح مطار الخرطوم يعكس مدى تأثير الصراع المسلح على البنية التحتية الحيوية للبلاد. فالمطار يعتبر بوابة حيوية للنقل والسياحة والتجارة، وتعطيله يشكل ضربة قوية للاقتصاد الوطني ويزيد من معاناة السكان، خاصة في ظل تداعيات النزاع المستمر الذي يعرقل التنمية والتعافي.
الجهة المسؤولة
ترجح المصادر أن قوات الدعم السريع تقف خلف هذه الهجمات، حيث تعتمد على الطائرات المسيرة كوسيلة لتعزيز نفوذها في مناطق النزاع، مستهدفة مواقع الجيش والمرافق الحيوية. هذه الاستراتيجية تهدف إلى فرض واقع جديد في الصراع وإضعاف سيطرة الجيش على العاصمة.
ردود الفعل
أكد الجيش السوداني قدرته على التصدي للهجمات، فيما أكدت الحكومة الانتقالية أن هذه الهجمات لم تؤثر بشكل مباشر على حركة الملاحة الجوية، رغم التأجيل المؤقت لافتتاح المطار. في المقابل، عبر المواطنون والمراقبون عن قلقهم من استمرار التوترات الأمنية وتأثيرها على الاستقرار والاقتصاد.










