شهدت الأشهر الأخيرة تصاعداً لافتاً في الجدل حول المدون الإسرائيلي آفى جولد، المعروف بنشاطه المكثف على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، خاصة بعد مجموعة من التدوينات التي أثارت جدلاً واسعاً بشأن سياسات إسرائيل تجاه قطاع غزة وملف الأسرى الفلسطينيين
. جولد الذي أصبح أحد أبرز الأصوات المؤثرة داخل إسرائيل، بات محوراً لنقاش جماهيري وسياسي، في ظل تزايد الانتقادات ضده من أوساط حكومية ومجتمعية
.تدوينات مثيرة للجدل
خلال الأسابيع الماضية، نشر آفى جولد تصريحات ناقدة لسياسات حكومة نتنياهو تجاه غزة، داعياً إلى هدنة إنسانية ووقف التصعيد العسكري، ما اعتبره البعض خروجاً عن الخطاب الرسمي السائد في إسرائيل. وقد استهدفت تغريداته قضية الأطفال والأسرى الفلسطينيين، مسلطًا الضوء على حالات التعذيب والانتهاكات الإنسانية، ما جلب عليه هجوماً من صحفيين ونشطاء يمينيين اتهموه بتبني مواقف “منحازة” للفلسطينيين
.جبهة رقمية مفتوحة
لم تقف الانتقادات عند حدود الداخل الإسرائيلي؛ فقد اشتعلت حروب التعليقات والمشاركات على منصات التواصل، حيث أطلق معارضوه حملات رقمية تطالب بإغلاق حساباته، أو تهميشه إعلاميًا، فيما دافع عنه فريق من رواد الشبكات التقدمية الذين يصفونه بأنه “صوت ضمير” في مواجهة آلة البروباغندا الحكومية
. ويرى مراقبون أن حالة الجدل حول جولد تعزز من أهمية المدونين الأفراد وقدرتهم على خلق موجة إعلامية مؤثرة خارج نطاق وسائل الإعلام التقليدية.نشاط جولد في سياق التصعيدتعكس نشاطات جولد وتدويناته تفاعلاً حساساً مع التطورات في غزة وسياسات تل أبيب بشأن المساعدات الإنسانية، خاصة بعد رفض إسرائيل مؤخرًا توصيات محكمة العدل الدولية بشأن إدخال المواد الإغاثية لغزة، حيث علق جولد بلهجة انتقادية تجاه صناع القرار الإسرائيليين
. وقد حظيت آراؤه باهتمام عربي ودولي، وتناقلتها منصات إعلامية من بينها قنوات يوتيوب تحاكي الأحداث عبر أسلوب ساخر وتحليلي، مثل برنامج “السليط الإخباري”
.جدل حول الحملات الرقمية الإسرائيليةومن الملحوظ أن جدل آفى جولد يتداخل مع قضايا الحملات الرقمية التي تشارك فيها جهات إسرائيلية رسمية وشركات خاصة بهدف التأثير على الرأي العام العالمي، خاصة داخل الولايات المتحدة
. إذ دأبت الحكومة على دعم حملات “الجنود الرقميين” من خلال شركات تسويق سياسي، لكن مشاركة نشطاء مستقلين كجولد أثارت تساؤلات حول فعالية هذه الحملات وحياديتها
.صورة جولد بين المؤيدين والمعارضينيصف المؤيدون جولد بأنه “مدون شجاع”، يرفض الانسياق خلف الروايات الرسمية، ويدعو للإنصاف والمحاسبة في قضايا حقوق الإنسان، بينما يرى المعارضون أنه يروج لروايات تشوه صورة إسرائيل وتمنح خصومها مادة دسمة للانتقاد، وهو ما دفع بعض الجهات لاتهامه بتجاوز الخطوط الحمراء الوطنية
.انعكاسات إعلامية وسياسية
ازداد الاهتمام الإعلامي بقضية جولد في ظل صراع الأصوات داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث أشار محللون إلى تحول المدونين إلى سلطة حقيقية تستطيع التأثير في الرأي العام وصناعة القرار، بخلاف السنوات السابقة التي كانت فيها المنصات التقليدية صاحبة الحضور الأكبر. ومع تزايد الضغوط السياسية على حكومة الرئيس ترمب لإنهاء الحرب في غزة، باتت تعليقات جولد تُقرأ باعتبارها مؤشراً على تصاعد الاستياء الشعبي من تكاليف الصراع وآثاره الإنسانية
.النهاية المفتوحة للجدليبقى مستقبل جولد كمدون مؤثر موضوع مراقبة دائمة، وسط محاولات متواصلة لإغلاق فمه أو استقطابه رسمياً، إذ لم يعد المدونون كجولد مجرد رواة للأحداث، بل رموزاً لقطاعات مجتمع كاملة تبحث عن صوت مستقل في مواجهة الأزمات المتلاحقة التي تعيشها إسرائيل والمنطقة
.










