أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب موجة تفاعلات إقليمية ودولية بعد إعلان تفاصيل مبادرة جديدة لإحلال الاستقرار في قطاع غزة، تضمنت مقترحاً بتشكيل “مجلس سلام دولي” يشرف شخصيا على رئاسته، بمشاركة ودعم مالي وعسكري من دولة خليجية بارزة، مع نشر قوات دولية داخل غزة بعد وقف إطلاق النار
.خلفية المشهدفي قمة شرم الشيخ حول غزة التي حضرتها وفود رفيعة من مصر وتركيا وقطر والإدارة الأميركية، أعلن الرئيس ترامب عن الاتفاق على وقف كامل للأعمال القتالية بين إسرائيل وحركة حماس، مؤكداً أن الساعات الماضية كانت حاسمة في رسم مستقبل القطاع وطي صفحة الحرب الطويلة
. شدد ترامب في خطابه على أن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط “بات ممكناً أكثر من أي وقت مضى بفضل تعاون الشركاء العرب وفسح مساحة تاريخية للقيادة الأميركية”
.دعم خليجي لقوة دوليةوذكرت مصادر في الإدارة الأميركية ومواقع إخبارية دولية أن دولاً خليجية – في مقدمتها قطر ودولة الإمارات – وافقتا على تقديم دعم مالي ولوجستي لنشر قوة استقرار دولية متعددة الجنسيات في غزة؛ هدفها تعزيز وقف إطلاق النار، منع عودة التصعيد، وإعادة تأهيل البنية التحتية المدمَّرة
. وأكد مسؤول أميركي رفيع أن نقاشات مكثفة تجري مع عواصم الخليج لتأمين تمويل تلك القوة وضمان مشاركتها السياسية والدبلوماسية في تطبيق الاتفاق
.ملامح مجلس السلام وبرنامج إعادة الإعمارصرح ترامب بأن الخطوة المقبلة الحاسمة هي تشكيل “مجلس سلام دولي” سيكون هو رئيسه الشرفي والمشرف الفعلي على تنفيذ مهام المجلس بالتنسيق مع الأمم المتحدة، موضحًا أن المجلس سيشرف على برامج إعادة إعمار غزة واختيار الجهات التكنوقراطية المحلية لإدارة الخدمات اليومية في القطاع
. وأشار ترامب إلى حرص المجلس على منع استخدام الدعم الدولي لأي أنشطة ذات طابع عسكري أو تحريضي
.يلي ذلك بدء ضخ المساعدات الإنسانية فورياً إلى القطاع: المياه، الكهرباء، وإزالة الأنقاض، بإشراف تقني دولي
كما أكد الرئيس الأميركي أن فكرة المجلس تلقى ترحيباً واسعاً لا سيما من الدول الأوروبية (فرنسا وبريطانيا)، التي أعلنت ضمن اجتماعات مع وزير الخارجية الأميركي دعمها لهذه الخطوة واقتراحها عرض المشروع على مجلس الأمن قريباً
.سياق سياسي ودبلوماسي معقدرغم ما وُصف بـ”الزخم الإيجابي”، يواجه المشروع تحديات معقدة في ظل تحفظات إسرائيلية على بعض بنود الإشراف الدولي، وحذر مصري وتركي حول تفاصيل ضم قوات أجنبية للقطاع
. كما تصاعد الجدل عربياً بشأن احتمال تقسيم غزة أو فرض وصاية سياسية أمريكية عليها، مع تمسك حركة حماس بعدم قبول أي وجود أمني أجنبي “يمس بالسيادة الفلسطينية”، وهو ما ناقشه ترامب مع قادة الفصائل في مباحثات عاجلة عبر وسطاء قطريين
.التوقعات والتحركات المقبلةتضغط إدارة ترامب لعقد أول جلسة رسمية “لمجلس السلام” في الأيام القادمة بمشاركة خليجية وشرق أوسطية واسعة، على أن تُعلن التشكيلة النهائية للمجلس وآليات نشر القوة الدولية عقب إتمام سلسلة مشاورات ميدانية مع إسرائيل والفلسطينيين وممثلي منظمات الأمم المتحدة
. ومن المتوقع أن يستمر الجدل في المحافل الإقليمية حول حجم المشاركة الخليجية، دور المجلس في إدارة قطاع غزة أمنياً واقتصادياً، ومدى نجاح الخطة في تثبيت وقف إطلاق النار ومنع عودة الصراع.يؤكد مراقبون أن رؤية ترامب تقوم على نقل الملف الفلسطيني من الحروب والصراعات المزمنة إلى واقع سياسي/تنموي جديد تحت إشراف دولي عربي-أمريكي، مع تعهد واشنطن بمواصلة الانخراط الدبلوماسي وقيادة إعادة إعمار غزة خلال السنوات الثلاث المقبلة











