إرتفاع المبيعات مدفوع بمحاولة المستهلكين الاستفادة من الائتمانات الضريبية للسيارات الكهربائية، لكن الأرباح تتراجع بنسبة 37٪
واشنطن – 22 أكتوبر 2025: أعلنت شركة تسلا عن انخفاض أرباحها في الربع المالي الأخير رغم تحقيق إيرادات تجاوزت توقعات وول ستريت، مع استمرار زخم الطلب على السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة قبل انتهاء الائتمانات الضريبية المخصصة لها.
وسجلت الشركة أرباحاً ربع سنوية بلغت 50 سنتاً للسهم، مقارنة بتوقعات المحللين التي كانت عند 54 سنتاً، بينما تجاوزت الإيرادات 26.457 مليار دولار. وأظهرت البيانات أن الدخل التشغيلي بلغ 1.62 مليار دولار مقابل توقعات 1.65 مليار دولار، في حين انخفض صافي الدخل إلى 1.4 مليار دولار مقارنة بـ 2.2 مليار دولار في الربع السابق، مسجلاً تراجعاً بنسبة 37٪ في الأرباح.
وزادت تسليمات السيارات في الربع الثالث بشكل ملحوظ، وهو ما عزاه المحللون إلى محاولات المستهلكين الاستفادة من الائتمانات الضريبية قبل انتهائها نتيجة قانون “One Big Beautiful Bill” الذي أقره الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأشار بيان الشركة إلى التزامها بتوسيع تقنيات القيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي، مع الإشارة إلى تحديات تواجهها تتمثل في تغيرات السياسة التجارية والجمركية والمالية.
ويأتي هذا التقرير في وقت حساس لتسلا ولمؤسسها إيلون ماسك، الذي يسعى للحصول على موافقة المساهمين على حزمة تعويضات غير مسبوقة بقيمة تريليون دولار، والتي تعتمد على تحقيق الشركة لمجموعة من الأهداف الطموحة، بما في ذلك بلوغ قيمة سوقية قدرها 8.5 تريليون دولار خلال عشر سنوات.
ورغم دعم قاعدة واسعة من المستثمرين، نصحت شركتا Glass Lewis وISS المساهمين بعدم الموافقة على الحزمة، معتبرتين إياها مبالغاً فيها. وأثار ماسك جدلاً إضافياً بعد مهاجمته وزير النقل الأمريكي شون دافي، المسؤول المؤقت عن وكالة ناسا، وسط تأخيرات في مشروع صواريخ SpaceX المتعلقة ببرنامج القمر Artemis.
وعانت تسلا خلال العام الحالي من منافسة متزايدة وفقدان ائتمانات ضريبية رئيسية، إضافة إلى إدارة فوضوية من ماسك نفسه، ما أثر على الأرباح والإيرادات في الفترات الأخيرة.
وعلى الرغم من ذلك، شهدت أسهم الشركة انتعاشاً خلال الأشهر الستة الماضية، مع تركيز ماسك على تطوير سيارات أجرة ذاتية القيادة والروبوتات المستقبلية، في حين تلقى طراز “Model Y” الجديد الذي أطلق مؤخراً انتقادات بسبب ارتفاع سعره مقارنة بالسيارات الصينية منخفضة التكلفة، كما لم يحقق “Cybertruck” أي تأثير ملموس على إجمالي المبيعات منذ إطلاقه في 2024.
رغم زيادة المبيعات على خلفية الائتمانات الضريبية، تظل تسلا تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالأرباح، والسياسات التنظيمية، والمنافسة العالمية، ما يجعل المستقبل المالي للشركة مرتبطاً بمدى نجاحها في توسيع مصادر الإيرادات الجديدة مثل القيادة الذاتية والروبوتات.










