دقدم رئيس الوزراء الليبي المعين من قبل مجلس النواب في بنغازي، أسامة حمد، شكوى رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وأعضاء مجلس الأمن، اتهم فيها الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا، حنا تيته، وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL)، بارتكاب “انتهاكات جسيمة للسيادة الوطنية” و”التدخل في الشؤون الداخلية” للبلاد.
وفي رسالة مطولة وجهت اليوم إلى نيويورك، أعرب حمد عن “قلقه العميق من سلوك بعثة الأمم المتحدة”، متهما مسؤوليها بالتصرف “بما يتعارض مع التفويض الممنوح لهم، مما قوض الثقة في حياد البعثة ومصداقيتها”.
تأتي هذه الشكوى في ظل استمرار الانقسام السياسي في ليبيا بين حكومتين متنافستين: الأولى في طرابلس بقيادة عبد الحميد الدبيبة والمعترف بها دوليا، والثانية في الشرق مقرها بنغازي ومدعومة من المشير خليفة حفتر.
وانتقد حمد بشدة تقرير تيته الأخير إلى مجلس الأمن الدولي بتاريخ 14 أكتوبر الجاري، واصفا إياه بأنه “مليء بالمغالطات ويمثل تدخلا سافرا في الشؤون السيادية الليبية”، خاصة فيما يتعلق بتصريحات المبعوث الأممي حول الانتخابات والأمن والمؤسسات القضائية. كما اتهم البعثة بمحاولة “فرض آلياتها” على المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، و”تجاهل” الحكومة الموازية في بنغازي بشكل منهجي في اتصالاتها السياسية.
ووصف رئيس الوزراء الشرقي تصريحات تيته حول “المكونات الثقافية واللغوية” في ليبيا بأنها “خطاب يهدد التماسك الاجتماعي ويغذي الانقسامات على أسس طائفية أو عرقية”.
كما رفض حمد اقتراح تيته ببحث “مسار بديل” في حال فشل الأطراف الليبية في التوصل إلى اتفاق، معتبرا ذلك “وصاية مرفوضة وتدخلا غير مقبول في الإرادة الوطنية”.
وفي ختام رسالته، دعا حمد إلى مراجعة شاملة لتركيبة وولاية الفريق الاستشاري للبعثة الأممية، مطالبا بإعادة هيكلتها بما يضمن تمثيلا متوازنا لكل مناطق ليبيا، ويعيد للبعثة دورها “المحايد والفني”.
وأكد أن حكومة بنغازي منفتحة على التعاون مع الأمم المتحدة، شرط احترام السيادة الوطنية الليبية، مشيرا إلى أن حكومته “تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات الدبلوماسية والقانونية لحماية المؤسسات الوطنية من أي تدخل خارجي”.










