أحدث وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، جدلاً واسعاً على الساحة السياسية والإعلامية بسبب تصريحاته التي هاجم فيها المملكة العربية السعودية على خلفية شرطها الأساسي: ربط أي خطوة تطبيع مع إسرائيل بإعلان واضح لإقامة دولة فلسطينية ذات حدود واضحة وعاصمة في القدس الشرقية
.خلفية الأزمةخلال مؤتمر في معهد “زوميت” وصحيفة “مكور ريشون”، أبدى سموتريتش رفضاً قاطعاً لمقترح التطبيع مع السعودية إذا كان يشترط إقامة دولة فلسطينية، قائلا: “إذا قالت لنا السعودية: تطبيع مقابل دولة فلسطينية، أيها الأصدقاء.. لا شكرا.. استمروا في ركوب الجمال في الصحراء السعودية”
. تصريحات وصفت بأنها تحمل نبرة عنصرية واستعلائية، وأثارت موجة استنكار وغضب عربية واسعة، لا سيما أن سموتريتش يعتبر من أبرز وجوه اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو ويعارض بشدة أي تسويات قد تفضي لقيام الدولة الفلسطينية، حتى تحت ضغط أمريكي أو أوروبي
.ردود الفعل الإسرائيلية الداخليةشارك زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في رد فعل سريع، مهاجماً تصريحات وزير المالية وواضعاً إياها خارج الإجماع السياسي الإسرائيلي، وكتب على منصة X: “لأصدقائنا في المملكة العربية السعودية وفي الشرق الأوسط، سموتريتش لا يمثل دولة إسرائيل”
. وطالب لابيد الوزير بالاعتذار رسمياً للسعودية مؤكداً أن مثل هذه التصريحات تسيء لصورة إسرائيل وتعرقل تقدم أي اتفاق محتمل من شأنه تغيير وجه الشرق الأوسط
. ويعكس ذلك حجم الانقسام داخل إسرائيل حول مشروعات التطبيع المتعثرة وموقف الدولة من القضية الفلسطينية
.تفاعل سعودي وعربيعلى الجانب السعودي، لم يصدر تعليق رسمي حتى الآن على تصريحات سموتريتش الأخيرة، لكن ردود الأفعال الشعبية والإعلامية جاءت غاضبة، حيث تداول آلاف النشطاء تصريحاته بعبارات الرفض والسخرية من نبرة العنصرية في الخطاب الإسرائيلي
. واعتبر نشطاء وصحفيون أن السعودية دولة تتعامل بمنطق الدولة والرؤية، وأن الاستعلاء الإسرائيلي لن يصنع سلامًا أو استقرارًا في المنطقة
. في المقابل، أكدت وزارة الخارجية السعودية مساء الأربعاء إدانتها واستنكارها لمصادقة الكنيست على مشاريع قوانين تهدف لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية مما يتناقض جذريًا مع المطالب السعودية في التسوية
.خلفية سياسية ودبلوماسيةتأتي الأزمة في ظل محاولة الإدارة الأمريكية دفع مسار السلام بين إسرائيل والسعودية عبر الزيارات المرتقبة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان لواشنطن، حيث تعتبر الرياض دعم قيام الدولة الفلسطينية شرطاً أساسياً لأي اتفاق نهائي بشأن التطبيع
وتمسك المملكة بذلك منذ طرح مبادرة السلام العربية، وهو ما يصطدم بعقبات شديدة من صقور حكومة نتنياهو وخصوصاً الوزراء المنتمين لتيار الاستيطان واليمين المتطرف
.ويعكس الهجوم الأخير موجة استعداء متبادل وتراكم ضغوطات أمام جهود الرئيس الأمريكي ترامب لدفع صفقة كبرى تفضي إلى خارطة سلام أوسع، بينما تواصل إسرائيل خطواتها التشريعية نحو ضم الضفة الغربية، في تجاهل واضح للمطالب السعودية والعربية
.أبعاد دولية وخيارات مقبلةفي ظل تصاعد الضغوط الأمريكية وتهديدات الإدارة العامة في البيت الأبيض بوقف الدعم لأي خطوات أحادية تجاه الضفة، تبرز التساؤلات حول مصير التطبيع وخارطة السلام المرجوة
. ويرى محللون أن تصريحات سموتريتش، التي علت حدتها بعد تمرير الكنيست قانون السيادة الإسرائيلي على الضفة الغربية، سوف تعزز موقف السعودية الداعي إلى حل الدولة الفلسطينية أولاً قبل أي تطبيع نهائي، فيما يرتفع منسوب القلق في الخليج من فشل واشنطن في ضبط إسرائيل وفرض حد أدنى من التفاهمات السياسية المطلوبة
.في النهايةيظل ملف التطبيع السعودي الإسرائيلي رهينة التصريحات المتطرفة وقوة المواقف، وسط انعكاسات مباشرة وخطيرة على مستقبل القضية الفلسطينية، وانقسام داخلي في إسرائيل يهدد بانغلاق فرص السلام في الشرق الأوسط بسبب معارضة قوية من اليمين الديني والاستيطاني لمطالب السعودية والعرب بشأن الدولة الفلسطينية
. ويبقى المسار مفتوحاً بين التصعيد الدبلوماسي أو عودة الاتصالات بعد تراجع حدة الهجوم، حسب التطورات الإقليمية والدولية القادمة.تم إعداد التقرير بناء على تصريحات رسمية ومصادر إعلامية وتحليل ردود الفعل السياسية العربية والدولية حول أزمة هجوم وزير المالية الإسرائيلي على السعودية وأبعاد ربط التطبيع بقيام الدولة الفلسطينية











