شهدت قرية نزلة جلف التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا، مساء أمس، أحداث عنف مؤسفة عقب انتشار شائعة حول وجود علاقة بين شاب مسيحي وفتاة من القرية، ما أدى إلى اعتداءات طائفية على عدد من منازل الأقباط وإشعال النيران في بعض الزراعات المملوكة لهم، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتسيطر على الموقف بالكامل.
ووفقا لشهود عيان، فقد تجمع عدد من أهالي القرية عقب تداول الشائعة، وبدأوا في قذف منازل الأقباط بالحجارة وتكسير الأبواب والنوافذ، بينما أضرم آخرون النيران في زراعات قريبة تخص بعض الأسر القبطية.
وقال أحد السكان إن “المشهد كان صادما”، حيث سادت حالة من الفزع بين الأهالي، خاصة النساء والأطفال، وسط صرخات استغاثة ومحاولات من بعض العقلاء لتهدئة الموقف دون جدوى في البداية.
وأضاف أن الاعتداءات لم تقتصر على منزل الشاب المتهم، بل طالت منازل أخرى لأقباط لا تربطهم أي صلة به، مشيرا إلى أن القرية كانت تعيش حالة من التعايش والمودة قبل أن تتحول الأجواء إلى توتر واحتقان طائفي بسبب الشائعات.
وعقب تلقي البلاغ، انتقلت قوات الأمن إلى موقع الأحداث، وتمكنت من تفريق المتجمهرين وفرض كردون أمني حول المنطقة، لمنع تجدد الاعتداءات، فيما بدأت النيابة العامة تحقيقاتها للوقوف على أسباب وملابسات الواقعة، وتحديد المسؤولين عن التحريض والعنف.
وطالب عدد من الأهالي، مسلمين ومسيحيين، بضرورة تطبيق القانون بحزم على جميع الأطراف دون استثناء، مؤكدين أن “العدالة وحدها قادرة على إنهاء هذه الفتن المتكررة”. كما شددوا على أهمية رفض اللجوء للصلح العرفي في مثل هذه القضايا التي تمس السلم الأهلي، داعين إلى محاسبة كل من تورط في التحريض أو المشاركة في الاعتداءات.
من جانبهم، يرى مراقبون أن تكرار مثل هذه الحوادث في بعض قرى المنيا يعود إلى ضعف الردع القانوني والاكتفاء بالجلسات العرفية، مشيرين إلى أن الإفلات من العقاب في وقائع سابقة – مثل أحداث قرية “أشروبة” المجاورة – شجع بعض المتشددين على تكرار العنف.
وأكد مصدر أمني أن الوضع في القرية الآن مستقر وتحت السيطرة، موضحا أن الأجهزة الأمنية تواصل رصد أي محاولات لإثارة الفتنة، وأنه سيتم تقديم جميع المتورطين إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
ويطالب سكان نزلة جلف بضرورة تعزيز التواجد الأمني خلال الأيام المقبلة لحين عودة الهدوء الكامل، وضمان سلامة الأسر القبطية، فيما دعت شخصيات دينية ومجتمعية إلى التحلي بالعقل والحكمة للحفاظ على روح التعايش والمواطنة داخل القرية.










