مع تصاعد التكهنات حول زيادة وشيكة في أسعار البنزين داخل إيران، أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بشكل واضح أنه لا شك في ضرورة رفع أسعار البنزين، مشيرا إلى أن هذا القرار يحمل في طياته تحديات كبيرة ومخاطر محتملة على معيشة المواطنين.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده بزشكيان يوم الخميس في محافظة أذربيجان الغربية، حيث قال: “لا شك في أنه ينبغي زيادة أسعار البنزين”، لكنه أضاف بحذر: “هل الأمر بهذه البساطة؟ هل يمكنني الجلوس واتخاذ قرار الآن؟ إذا كان لا بد من اتخاذ قرار، فمن البديهي أن نفعل ذلك، لكن الأمر ليس بهذه البساطة”.
وقد تزامن هذا التصريح مع تقارير إعلامية محلية، أبرزها موقع “بيت الاقتصاد” الذي نشر صورا لقرار مجلس الوزراء يتضمن إطارا جديدا لتسعير البنزين وسياسات استهلاك الوقود. وتدرس الحكومة عدة سيناريوهات لرفع السعر، حيث تصل الزيادة المحتملة إلى خمسة آلاف تومان للتر الواحد.
وفي تعبير ضمني عن تخوفه من ردود الفعل الشعبية، ألمح بزشكيان إلى إمكانية تجدد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد سابقا عقب رفع أسعار الوقود، قائلا بشكل ساخر: “أي شخص يريد التحدث، يمكنني ضربه على رأسه. هل يمكنني ضربه؟”، وأضاف أنه حريص على عدم اتخاذ قرارات تزيد من معاناة المواطنين.
وأشار بزشكيان إلى عمق أزمة الطاقة في إيران، موضحا أن تكلفة إنتاج البنزين أعلى بكثير من السعر الحالي، حيث قال: “البنزين لا يكلف 1500 تومان. حتى الماء لا يبيعونه بهذا السعر”.
من جانبه، صرح أمير حسين ثابتي، عضو مجلس الشورى الإسلامي، بأن “مناقشة أسعار البنزين الثلاثة أصبحت جدية”، مع تقارير تشير إلى احتمالية رفع الأسعار بنسبة تتراوح بين 300 إلى 500 في المائة.
يذكر أن رفع أسعار البنزين في نوفمبر 2019 كان الشرارة التي أشعلت احتجاجات شعبية واسعة قوبلت بقمع شديد من قبل قوات الأمن، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1500 شخص واعتقال آلاف المحتجين، مما يجعل الحكومة حذرة للغاية من عواقب أي تعديل جديد في سعر الوقود.
يبقى الملف مفتوحا، وسط توازن دقيق بين الحاجة الاقتصادية الملحة لتعديل الأسعار والضغوط الاجتماعية والسياسية المحتملة، في وقت يواصل فيه الإيرانيون مواجهة تحديات اقتصادية متزايدة.










