اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة ليل الخميس 23 أكتوبر 2025، في مدينة مصراتة غرب ليبيا، بين مجموعتين مسلحتين تابعتين لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مما أسفر عن إغلاق طريق المطار بشكل كامل وتعطيل حركة الملاحة الجوية.
استمرت المواجهات لعدة ساعات وشملت تبادلا كثيفا لإطلاق النار في مناطق متفرقة من المدينة، بدءا من منطقة “السكت” جنوبا، وامتدادا إلى طريق المطار في منطقة الغيران، وصولا إلى جزيرة الزباطي. وتسبب تصاعد العنف في حالة من الذعر وسط مطالبات شعبية ومحلية عاجلة لوقف الاقتتال.
صراع على النفوذ بين فصائل موالية للحكومة
الاشتباكات اندلعت بين طرفين ينتميان رسميا إلى حكومة الدبيبة:
قوة العمليات المشتركة: التي يقودها عمر أبو غدادة، وتتبع مباشرة رئاسة الحكومة.
الكتيبة الرابعة والعشرون مشاة: التي يقودها نجيب غباق، وتتبع وزارة الدفاع.
ويرجع مراقبون الاشتباكات إلى صراعات داخلية عميقة على النفوذ والسيطرة الأمنية والاقتصادية بين الميليشيات المحلية في مصراتة، التي تعد إحدى أهم المدن في غرب البلاد وتاريخيا مركزا للقوى العسكرية.
خسائر بشرية ومخاوف من التصعيد
أفادت مصادر طبية بوصول عدد من الإصابات إلى مستشفى طوارئ مصراتة، وإن لم تعلن أرقام دقيقة للضحايا حتى صباح الجمعة. ورغم عدم الإبلاغ عن قتلى حتى الآن، فإن امتداد الاشتباكات إلى مناطق حيوية مثل محيط المطار يثير مخاوف جدية من تصعيد وتدهور الوضع الأمني.
توبيخ محلي ودعوات لسيادة القانون
حتى الآن، لم تصدر السلطات الأمنية في مصراتة أي بيان رسمي يوضح أسباب اندلاع المواجهات. إلا أن ردود الفعل المحلية كانت حادة، حيث انتقد سليمان بن صالح، عضو المجلس البلدي السابق لمصراتة، الاشتباكات بشدة.
وقال بن صالح عبر حسابه على “فيسبوك”: “أعطيتم مبررا لصفحات الفتنة لتنفث سمها، وأزعجتم الناس، وأرسلتم برسالة مفادها أن مصراتة ليست كما يشاع عن أمنها واستقرارها”، متسائلا عن غياب “تطبيق القانون العسكري الذي يجرم خروج السلاح واستخدامه إلا بأوامر عليا”.
وتعكس هذه الاشتباكات هشاشة الوضع الأمني في غرب ليبيا وتعقيد جهود توحيد المؤسسات العسكرية، مما قد يزيد من صعوبة المفاوضات السياسية الجارية برعاية أممية نحو الاستقرار وتنظيم الانتخابات.










