بوغوتا – 25 أكتوبر 2025، هاجم الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بشدة العقوبات التي فرضتها عليه الولايات المتحدة يوم أمس، واصفاً إياها بأنها تمثل “إمبريالية جديدة واستعماراً سياسياً”، ومتهماً واشنطن باستخدام العقوبات كأداة لابتزاز الدول.
وفي سلسلة منشورات غاضبة على حسابه في موقع “إكس”، قال بيترو إن قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاء نتيجة “تأثير اليمين المتطرف الكولومبي المقيم في فلوريدا”، في إشارة إلى المهاجرين السياسيين المعارضين له.
تحويل “قائمة كلينتون” لأداة سياسية
انتقد بيترو تحويل العقوبات المخصصة لمكافحة المافيا إلى أداة سياسية، قائلاً: “لقد نجحوا في تحويل قائمة كلينتون من أداة لمحاربة المافيا إلى أداة سياسية وانتخابية تُستخدم لابتزاز الدول والسيطرة على إرادتها”.
وأضاف الرئيس الكولومبي أن العقوبات تمثل “ضربة للديمقراطية العالمية”، مؤكداً أنها تسعى إلى “إجبار رئيس دولة على تكييف سياساته بما يتوافق مع مصالح رئيس آخر يهيمن على العملية السياسية”.
كما حمّل بيترو ما وصفه بـ “اليمين المتطرف في فلوريدا” مسؤولية هذه الإجراءات، متهماً إياهم بأن “يكرهون أي محاولة للتقدم في أمريكا اللاتينية، ويريدون قارة مفتوحة لأعمالهم وتحالفاتهم مع المافيا”.
وفي ختام هجومه، دعا بيترو الشعب الكولومبي إلى الدفاع عن “السيادة الوطنية” بالقول: “حان الوقت للتحرر من الابتزاز السياسي، ولن نسمح بأن تتحكم واشنطن في إرادتنا”.
خلفية العقوبات
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت أمس إدراج الرئيس غوستافو بيترو، وزوجته فيرونيكا ألكوسر، وابنه نيكولاس بيترو، ووزير داخليته أرماندو بينيديتي، في القائمة السوداء لمكافحة المخدرات.
وقد برر وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت القرار بالقول إن “إنتاج الكوكايين في كولومبيا بلغ أعلى مستوى له خلال عقد، منذ تولي بيترو السلطة”، متهماً إياه بـ”السماح لعصابات المخدرات بالازدهار”.
ويأتي هذا التصعيد ليزيد من التوتر المتزايد بين واشنطن وحكومات اليسار في أمريكا الجنوبية، ويشكل سابقة غير مألوفة في استهداف رئيس دولة حليفة تاريخياً. وفي سياق متصل، ذكرت شبكة CNN أن الإدارة الأمريكية تدرس خيارات أوسع لمكافحة المخدرات في المنطقة، بما في ذلك استهداف منشآت إنتاج الكوكايين في فنزويلا.










