أفاد شهود عيان في ولاية شمال كردفان بأن قوات الدعم السريع أعلنت صباح اليوم سيطرتها الكاملة على مدينة بارا، بعد تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق منذ ساعات الفجر الأولى، في واحدة من أعنف المعارك التي شهدتها الولاية خلال الأشهر الأخيرة.
وقالت القوات، في بيان رسمي، إن دخولها المدينة يُعد “تطورًا استراتيجيًا” ضمن خطتها الرامية إلى إحكام السيطرة على المناطق الحيوية في إقليم كردفان، الذي يشهد منذ أشهر مواجهات متكررة بينها وبين الجيش السوداني.
ووفقًا لشهود عيان، اندلعت اشتباكات عنيفة في عدة محاور من المدينة، واستخدم الطرفان المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة. وأفادت المصادر بوقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة، بينما نزح عشرات المدنيين من الأحياء الشمالية والغربية لبارا.
تضارب في الروايات
في المقابل، نفت مصادر عسكرية سودانية صحة إعلان الدعم السريع، مؤكدة أن الجيش تمكن من صد الهجوم على المدينة وأن القتال لا يزال مستمرًا في أطرافها. وقال مصدر في قيادة المنطقة العسكرية الوسطى إن “الجيش فرض طوقًا دفاعيًا على المدينة ويستعد لشن هجوم مضاد”.
أبعاد استراتيجية
ويرى مراقبون أن السيطرة على بارا تمثل مكسبًا ميدانيًا ومعنويًا كبيرًا للدعم السريع، إذ تقع المدينة على طريق استراتيجي يربط غرب السودان بالعاصمة الخرطوم.
ويقول محللون إن هذا التقدم جزء من استراتيجية سياسية وعسكرية أوسع تهدف إلى تعزيز شرعية الدعم السريع كقوة مهيمنة في الإقليم،تأخير تقدم الجيش نحو غرب كردفان وعرقلة وصوله إلى دارفور،وتحويل الصراع إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.
لكنّ تقارير ميدانية أكدت أن قوات الدعم السريع قد تواجه صعوبة في الاحتفاظ بالمدينة نظرًا للضغط العسكري المتواصل من وحدات الجيش المدعومة بسلاح الجو.
تصاعد القتال في دارفور
وبالتزامن مع معارك بارا، اندلعت اشتباكات عنيفة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث تركز القتال في المحاور الشمالي والشمالي الغربي والجنوبي. وأكدت مصادر محلية أن القتال أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المدينة التي تؤوي آلاف النازحين.
خلفية النزاع
تعود جذور الصراع الحالي إلى أبريل 2023، عندما اندلعت الحرب بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وأسفرت الحرب حتى الآن عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، وسط اتهامات متبادلة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي.










