باريس – أثار وزير النقل الفرنسي، فيليب تابارو، جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية بعد تصريحاته الأخيرة التي عبر فيها عن رفضه المطلق لتقديم أي اعتذار فرنسي للجزائر بخصوص فترة الاستعمار.
وفي مقابلة أجراها تابارو مع قناة “سي نيوز” قال الوزير المنتمي إلى حزب الجمهوريين: “لسنا مطالبين بالاعتذار عن الماضي ولا عن الحاضر”، وهو ما أثار موجة من ردود الفعل الغاضبة على منصات التواصل الاجتماعي.
وتأتي تصريحات الوزير في وقت حساس، تسعى فيه باريس إلى تهدئة علاقاتها مع الجزائر بعد أزمة دبلوماسية غير مسبوقة اندلعت في صيف عام 2024. ورغم رفضه الاعتذار، أكد تابارو تأييده لاستئناف العلاقات مع الجزائر في إطار “تعاون ضروري”، لكن بشرط أن يكون على أساس موقف من الحزم.
خلفية عائلية مثيرة للجدل
وتكتسب تصريحات الوزير، الذي يشغل منصبه منذ ديسمبر 2024، بعدا إضافيا نظرا لخلفيته العائلية. فقد لفت النائب عن حزب “فرنسا الأبية”، توماس بورتيس، الانتباه إلى ماضي عائلة الوزير، مصرحا: “فيليب تابارو هو ابن روبرت تابارو، أحد مؤسسي جبهة الجزائر الفرنسية وأحد قادة منظمة الجيش السري في وهران. الاستعمار بالنسبة له قضية عائلية.”
ويعد روبرت تابارو من القادة البارزين في منظمة الجيش السري (OAS)، التي كانت جماعة متطرفة معارضة لاستقلال الجزائر. وتشير تصريحات النائب بورتيس إلى أن مواقف الوزير قد تكون متأثرة بتاريخ عائلته المرتبط بالدفاع عن “الجزائر الفرنسية”.










