استضافت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم أمس (الجمعة)، في العاصمة واشنطن، اجتماعًا للمجموعة الرباعية المعنية بالسودان، والتي تضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في إطار الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في السودان وإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من عام ونصف.
ووفقًا لبيان رسمي صدر عقب الاجتماع، فقد تركّزت المباحثات على تعزيز الجهود الجماعية لتأمين هدنة إنسانية عاجلة، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ووقف أي دعم خارجي للأطراف المتحاربة، ودفع مسار الانتقال إلى الحكم المدني.
وأكد ممثلو الدول الأربع التزامهم الكامل بالبيان الوزاري الصادر في 12 سبتمبر الماضي، الذي شدد على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية وتهيئة الظروف لاستئناف العملية السياسية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد).
كما اتفق المشاركون على إنشاء لجنة عملياتية مشتركة، تُعنى بتعزيز التنسيق بشأن الأولويات العاجلة في الملف السوداني، بما في ذلك إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المتضررين ومراقبة تنفيذ اتفاقات وقف إطلاق النار.
وفي أول تعليق له على الاجتماع، قال مسعد بولس، مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، إن “محادثات الجمعة بين دول الرباعية تناولت النقاط الجوهرية للأزمة السودانية”، موضحًا أن المناقشات ركزت على ضرورة كبح النفوذ الخارجي، وتوحيد الجهود الإنسانية، ووضع خريطة طريق واضحة للانتقال السياسي. وأضاف بولس أن “الولايات المتحدة تسعى إلى بلورة توافق عربي-دولي حول مستقبل السودان، يحافظ على وحدته واستقراره، ويمنع تحوّله إلى ساحة صراع إقليمي مفتوح”.
وأكد المشاركون في البيان الختامي أن الحل في السودان يجب أن يكون سودانيًا-سودانيًا خالصًا، يستند إلى الحوار الوطني الشامل، ومبادئ السيادة ووحدة الأراضي السودانية، مع التحذير من مخاطر استمرار التصعيد العسكري وتفاقم الأزمة الإنسانية.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من البلاد، ووسط تحذيرات دولية متزايدة من تدهور الأوضاع الإنسانية وارتفاع أعداد النازحين إلى مستويات غير مسبوقة.










