وقّع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترشون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إتفاق نوايا لتصدير ما يصل إلى 150 طائرة مقاتلة من طراز “جريبن” (Gripen) من شركة ساب (Saab) إلى أوكرانيا، في خطوة قد تغيّر موازين القوى الجوية في الحرب المستمرة ضد روسيا.
تُعد “جريبن” مقاتلة متعددة المهام من الجيل الرابع، صُممت لتنفيذ مهام متنوعة تشمل القتال الجوي والاستطلاع. وتُعتبر خيارًا اقتصاديًا مقارنةً بالطائرات الأحدث من الجيل الخامس مثل F-35 الأمريكية، إذ توفر أداءً عاليًا وتكلفة تشغيل وصيانة أقل.
بدأ تطوير “جريبن” في ثمانينيات القرن الماضي ودخلت الخدمة رسميًا عام 1996، قبل أن تخضع لعدة تحديثات تقنية متقدمة. أحدث نسخها، Gripen E، تم تسليمها مؤخرًا إلى سلاح الجو السويدي في أكتوبر. وحتى الآن، تم إنتاج أكثر من 280 طائرة من هذا الطراز، استخدمتها تايلاند في عمليات قتالية مباشرة مؤخرًا، بينما اقتصرت مهامها سابقًا على مراقبة الأجواء ضمن بعثات الناتو في بولندا، والمشاركة في فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا عام 2014.
وتعتمد السويد على شركة ساب كمصدر رئيسي لتجهيز قواتها الجوية منذ الحرب العالمية الثانية، وقد عززت هذا التعاون بانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 2024. وتتنافس “جريبن” في الأسواق العالمية مع طائرات F-35 الأمريكية ورافال الفرنسية، وقد تم تصديرها بالفعل إلى دول مثل جنوب إفريقيا والبرازيل.
تتميز “جريبن E” بطول يتجاوز 15 مترًا ووزن يبلغ 16.5 طنًا، مع قدرة عالية على إعادة التزود بالوقود والتسليح بسرعة، ما يجعلها مقاتلة مرنة ومناسبة للحروب الحديثة التي تتطلب سرعة الاستجابة ودقة التنفيذ.
وبينما تسعى أوكرانيا إلى تحديث ترسانتها الجوية وسط تصاعد الحرب مع روسيا، يبدو أن “جريبن” تمثل لها الحلم الممكن — طائرة صغيرة وذكية ومقاتلة ، قادرة على قلب موازين الصراع دون كلفة باهظة أو تبعية معقدة.










